تترقب الأوساط السياسية والإعلامية في إقليم كردستان العراق إعلان "حزب الله الكردستاني"، بقيادة أدهم بارزاني، وبدعم من إيران. التكهنات والشائعات حول طبيعة الحزب وأماكن انتشاره وأدواره ونشاطاته المتوقعة تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة، تحديدا بعدما أعلنت قناة "سباه باسداران"، المقربة من "الحرس الثوري" الإيراني، عن قرب إعلان هذا التنظيم الجديد، ومن داخل إقليم كردستان، كما قالت.
تلك الأنباء التي ترافقت مع تحركات سياسية للقيادي السابق "المنشق" عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" أدهم بارزاني، سواء عبر لقاءات مع شخصيات وجهات سياسية عراقية مقربة من إيران، أو في زيادة وتيرة انتقاداته للحزب الديمقراطي الكردستاني.
تأسيس الحزب الكردي الجديد بدعم من إيران. وحسب هذه التسمية التي تحمل الكثير من الدلالات، يتزامن مع أزمة عسكرية وأمنية وسياسية بين إقليم كردستان وإيران، بعد الهجوم الصاروخي الذي شنه "الحرس" الإيراني على منزل رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، أواسط شهر يناير/كانون الثاني الفائت، مدعية أن المكان المستهدف كان "مركزا للموساد الإسرائيلي"، وهو ما نفته سلطات إقليم كردستان، متهمة إيران باستهداف أمن واقتصاد واستقرار إقليم كردستان. كذلك يتزامن مع اتهام الإقليم للفصائل والأجنحة العراقية المسلحة المقربة من إيران باستهداف البنية التحتية والاستقرار الأمني في الإقليم، عبر هجمات شبه يومية على مصالح الإقليم.
تحول سياسي
الزعيم المتوقع للحزب الجديد، أدهم بارزاني، هو نجل الشيخ عثمان أحمد بارزاني، والشيخ أحمد بارزاني هو عم زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، وكان شيخ الطريقة الصوفية النقشبندية في كردستان، وقائدا لعدد من الانتفاضات القومية الكردية في ثلاثينات وأربعينات القرن المنصرم. تولى الشيخ عثمان، والد أدهم بارزاني، مكانة والده عقب رحيله عام 1969، لكنه بعد سنوات راح ضحية لحملة الأنفال التي شنها النظام العراقي السابق على منطقة بارزان وأبناء عائلة البارزاني عام 1983، إلى جانب نجليه رضوان وعماد، شقيقي أدهم بارزاني.
منذ أوائل الثمانينات، ومع بداية الحرب الإيرانية - العراقية، أسس أدهم بارزاني "حزب الله الثوري" في منطقة كردستان، وكان حزبا إسلاميا محافظا، مدعوما من إيران ويعمل حسب أجندتها. ووفق مصادر مطلعة، لم يتجاوز أعداد المنخرطين في الحزب عدة مئات من المقاتلين، فذلك الحزب كان واحدا من عدة أحزاب إسلامية كردية مدعومة من إيران وقتئذ، مثل "الحركة الإسلامية في كردستان" بقيادة الشيخ عثمان عبد العزيز. ولم يُعرف لـ"حزب الله الثوري" نشاطات عسكرية واسعة، لكن اتهامات طالته بشأن محاربته للحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي الكردستاني في مناطق غرب إقليم كردستان (بهدينان) في عقد الثمانينات.