غزة: لا تتوقف مأساة المرأة الفلسطينية مع الاحتلال، منذ نكبة 1948 إلى يومنا هذا. إذ عاشت المرأة خلال هذه الرحلة، شتى أشكال الألم، من خلال القتل وفقد الأهل والاعتقال والترهيب والتجويع. خلال حرب غزة الأخيرة، تعرضت المرأة الفلسطينية ولا تزال، لأقسى صنوف القهر والتنكيل التي تبرز نية الاحتلال المبيتة لاستهدافها، شأنها شأن جميع الفلسطينيين.
فإبان حرب غزة التي دخلت شهرها السادس، اعتقل الجيش الإسرائيلي مئات النساء الفلسطينيات، وأخضعهن لظروف اعتقال مشينة، وجلسات تحقيق، تعرضن خلالها للتعذيب والضرب والإهانة اللفظية والجسدية، بل وصل الأمر إلى التحرش والاعتداءات الجنسية في حق كثيرات منهن.
كرامة مهدورة
"واجهت أياما قاسية، بكل معنى الكلمة، إلى درجة أني تمنيت الموت أكثر من مرة خلالها، وذلك حتى قبل أن يحدث لي ما حدث من هدر للكرامة، فقد واجهت وحوشا لا يعيرون الإنسانية أية قيمة، تعاملوا معي بلا أي وازع أخلاقي".
هكذا تروي "أ. ط" (29 عاما) لـ"المجلة" ما حدث معها خلال تجربة الاعتقال لدى الجيش الإسرائيلي، وتقول: "منذ البداية رأيت الوحشية في عيونهم، دخلوا منزلنا شرق غزة في منطقة الزيتون، وطالبونا كنساء بالخروج من المنزل، وسط صراخ الرجال الذين كانوا يتعرضون للضرب المبرح وسوء المعاملة... كنت صحبة أمي وشقيقتيّ، وزوجة شقيقي، واقتادونا في شاحنة مع مجموعة من النساء، بعضهن من نساء الحي، والجميع معصوب الأعين، مقيد اليدين، ولم تكن أيّ منا لتجرؤ على مخاطبة الأخريات خوفا من بطش الجنود".