تنطلق الانتخابات الرئاسية الروسية يوم الجمعة المقبل. وفي غضون ثلاثة أيام يتوجه الناخبون الروس لاختيار رئيسهم لست سنوات مقبلة في انتخابات أشبه ما تكون باستفتاء على مدى شعبية الرئيس فلاديمير بوتين وخياراته في مواصلة حروبه ضد "الغرب الجماعي"، ووضع روسيا على الخريطة العالمية كمدافع عن "القيم التقليدية" وبناء التعددية القطبية. وتؤكد استطلاعات الرأي وتوقعات المراكز البحثية أن بوتين سيحظى بأكثر من 80 في المئة من الأصوات، فيما يتنافس ثلاثة مرشحين على المركز الثاني.
وفي ظل انعدام التنافس على المركز الأول انصب اهتمام صناع السياسة الداخلية في الكرملين على مهمة صعبة، وهي زيادة نسبة المشاركة إلى أكثر من 80 في المئة في انتخابات نتائجها محسومة سلفا. ووظفت السلطات آليات وتقنيات التصويت الحديثة التي أقرتها الهيئات التشريعية في روسيا في السنوات الأخيرة لرفع المشاركة، وأهمها: التصويت لثلاثة أيام للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية بعدما جربت سابقا في الانتخابات المحلية في بعض المناطق خريف 2019، ولاحقا في الاستفتاء على تعديل الدستور صيف 2020 الذي "صفّر عداد الرئاسة" لبوتين وسمح له نظريا بالترشح مرتين والبقاء رئيسا حتى 2036.