في الحفل الرسمي لتوليه رئاسة الولايات المتحدة الأميركية في العشرين من يناير/كانون الثاني 2017، قال الرئيس دونالد ترمب في خطابه الأول كرئيس: "من اليوم فصاعدا، ستحكم بلادنا رؤية جديدة. من هذه اللحظة فصاعدا، ستكون هذه الرؤية (أميركا أولا). سيكون كل قرار يُتخذ سواء في مجال التجارة أو الضرائب أو الهجرة، أو العلاقات الخارجية، لمصلحة العمال الأميركيين والعوائل الأميركية. يجب علينا أن نحمي حدودنا من التجاوزات الضارية للبلدان الأخرى التي تصنع منتجاتنا وتنهب شركاتنا وتدمر وظائفنا... ستبدأ أميركا بالانتصار من جديد، بالانتصار على نحو لم يسبق لها أبدا".
كان الرجل وفيا لرؤيته الانعزالية هذه التي تقوم على الارتياب في العالم الخارجي واعتباره السبب الأول لمشاكل أميركا. بعد خمسة أيام، وقع ترمب قرارا رئاسيا تنفيذيا ببناء جدار عازل على حدود أميركا الجنوبية مع المكسيك لوقف العبور غير المُرخص به للمهاجرين القادمين من هناك (لم يُبنَ الجدار في آخر المطاف، أساسا بسبب المعارضة الديمقراطية له). في اليوم السابع بعد إلقاء الخطاب، وقَّعَ أمرا آخر يتعلق بمنع دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة (رفضته محكمة اتحادية وتم تخفيفه لاحقا). كان تبرير هذه الإجراءات هو أن هؤلاء الأجانب سواء كانوا قادمين عبر الحدود المكسيكية أو من الدول السبع يقوضون أمن الولايات المتحدة، عبر أعمال إجرامية أو إرهابية محتملة، ويهددون سوق العمل الأميركية.