تطمح مصر إلى تعزيز نفوذها العسكري في حوض النيل والقرن الأفريقي. ويتجلى هذا واضحا في ما تظهره القاهرة من حفاوة عندما يزورها مسؤولو الدفاع في هاتين المنطقتين الجغرافيتين. وقد بذلتها في الآونة الأخيرة عندما زارها وزير الدفاع الكيني، أدن دوالي، الذي وصلها في وقت سابق هذا الشهر حاملا معه خططا لتعزيز التعاون العسكري مع مصر، هذه الدولة الواقعة في أقصى شمال شرقي القارة السمراء. والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد اجتماعات مع وزير الدفاع المصري ومجموعة من مسؤولي الصناعة الدفاعية.
وقال المسؤول الكيني لصحيفة كينية إبان زيارته إنه ينظر إلى صناعة الهندسة الدفاعية الراسخة في مصر بوصفها فرصة أمام كينيا لتعزيز بنيتها التحتية الدفاعية. وأضاف: "إن تبادل المعرفة والخبرة يمكن أن يمهد الطريق أمام قطاع الدفاع وتطويره".
وقبل أسبوعين من وصول وزير الدفاع الكيني إلى القاهرة، زار وفد عسكري مصري العاصمة الكينية نيروبي لإجراء محادثات حول التعاون الدفاعي والأمني أيضا.
تأتي هذه الزيارة بعد أربعة أشهر تقريبا من زيارة رئيس الوزراء المصري للعاصمة الكينية والتقى فيها بالرئيس الكيني ويليام صامويل روتو لبحث التعاون والمشروعات المشتركة، بما فيها سدود تجميع مياه الأمطار وآبار المياه الجوفية وبرامج الري الحديثة.
جذور عميقة
إن رغبة مصر في تعزيز التعاون مع الدول الصديقة في القارة، مع التركيز على دول حوض النيل والقرن الأفريقي، مترسخة في مفهوم القاهرة للأمن القومي، والتحديات الناشئة لهذا الأمن والتطورات في هذه المناطق المهمة.
وللأوضاع في حوض النيل والقرن الأفريقي تأثير مباشر على شرياني الحياة في مصر، هذه الدولة التي ظلت قائمة منذ آلاف السنين، لكنها واجهت في الآونة الأخيرة تهديدات وجودية بسبب ما يحدث من تطورات في قارتها وفي جوارها.
وشريانا الحياة في مصر هما نهر النيل، الذي يوفر لمصر قرابة 90 في المئة من احتياجاتها من الماء العذب، وقناة السويس التي تحفظ حياة الاقتصاد المصري.