حذر مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، في الحلقة الثانية من حواره مع "المجلة"، من وجود صراع دولي وإقليمي على السودان، ومخطط خارجي لتقسيمه، قائلا: "يريدون تقسيم السودان أو يجعلون التقسيم أمرا واقعا".
وبعدما تحدث في الحلقة الاولى عن مشاهداته في الخرطوم في 15 ابريل/نيسان، قال حاكم إقليم دارفور إن "قوات الدعم السريع" برئاسة محمد حمدان دقلو (حميدتي) كانت تضم بالأصل نحو 25 ألف مقاتل، لكن 120 ألفا من "الدعم السريع" دخلوا إلى الخرطوم قبل بدء الحرب. وزاد: "أكثر من 70 في المئة منهم لم يكونوا مدربين ولم يكونوا من النخبة التابعة لهذه القوات التي لها سجلات حقيقية. لذلك فإن عدد الذين جاؤوا (الى العاصمة) كبير جدا وأن عددا من الدول الكبيرة جدا، هاجر شبابها من أجل النهب واستباحة السودان".
كما أشار إلى أن سيطرة "الدعم السريع" على ولايات في إقليم دارفور هي عسكرية وليست سيطرة كاملة، مشيرا إلى وجود دور لقوات "فاغنر" الروسية مع هذه القوات. وقال: "فوق الخمسين في المئة (من قوات الدعم السريع)، ليسوا سودانيين" وان الذين يجلسون في الغرف القيادية هم أجانب و "ليسوا سوادنيين".
وأشار الى أن الاتفاق مع روسيا لإقامة قاعدة عسكرية في بورتسودان "مات"، لكنه لم يستبعد حصول تعاون بين الجيش وطهران يتضمن تسلم مسيرات ايرانية مقابل تعاون عسكري.
وهنا نص الجزء الثاني والأخير من الحوار الذي أجري عبر تطبيق "زووم":
* هناك من يقول إن هذه الحرب، "حرب الجنرالين"، هي امتداد لحرب دارفور وأن حرب دارفور لم تنته وعندما انفلتت الحرب الحالية أصبحت حقيقة امتدادا لتلك الحرب في دارفور. ما تعليقك على ذلك؟
- هذا صحيح. هي طبعا امتداد لحرب دارفور وامتداد لحرب توريت 1955 وحرب جنوب السودان وحرب جبال النوبة وحرب النيل الأزرق وامتداد لكل القضايا المتراكمة. لماذا أقول ذلك. أولا، طبيعة تكوين "قوات الدعم السريع" قبلية وتم تكوينها من أجل الحركات التي قامت في دارفور في وقتها وأنا أولها. فقامت هذه القوة بأعمال إلى أن ورطت رئيسها في حينه عمر حسن البشير أمام محكمة الجنايات الدولية ومعه عدد من جنرالاته وأعوانه.
ومعروف أن الإبادة الجماعية حصلت في دارفور والتطهير العرقي حصل في دارفور في 2003 واستمر إلى 2006 و2007، ومعروف أن الصراع في دارفور أدخل العالم كله في مأزق لدرجة أن الاتحاد الأفريقي فوّض بعثة اسمها "أميس"، وعندما اشتد الحال تم نقل (مهمات) البعثة الأفريقية إلى بعثة أممية، البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي سميت "يوناميد" كانت في حينه أكبر بعثة على الإطلاق في العالم.
في كل ذلك كان الصراع بين المركز والهامش ينتقل من وقت إلى آخر ومن شكل إلى آخر إلى أن استدعاني المركز، وفي حينه كان حكومة المؤتمر الوطني، حكومة الإسلاميين، استعانوا بتجييش قبلي مع أن التجييش القبلي بدأته حكومة الصادق المهدي في فترة الديمقراطية، والجنرال الذي بدأه، يرأس الآن أحد الأحزاب السياسية حتى هذه اللحظة (حزب الأمة القومي).
كان الامتداد طبيعيا بالنسبة للحروب وتطور "الدعم السريع" من جيش مساند للجيش إلى جيش موازٍ بحكم الإمكانات التي وفرتها له الدولة، وبحكم العلاقات الدولية التي امتدت وبسطت أجنحة إلى دول ربما لها أهداف وبالتالي استغلت هذه الفرصة من أجل الاستيلاء على السلطة.