مع ازدياد انغلاق النظام السياسي في الصين، تشكل بعض المناسبات العامة الثابتة، واحدة من النوافذ القليلة المتبقية لفهم عملية اتخاذ القرارات في البلاد. وأهم اجتماع سنوي من هذا القبيل، وهو اجتماع البرلمان الذي يصادق تلقائياً على ما يرده (عُقِد في بكين بين الرابع والحادي عشر من مارس/آذار). وحضره كبار القادة وآلاف المندوبين خلال أسبوع.
حتى الآن، لا تبدو الإشارات مطمئنة. يشيرون إلى أن الصين تفتقر إلى خطة صلبة للتعامل مع ركودها الاقتصادي، وأن بعض مستهدفات الخطة خيالية. وتتركز السلطة أكثر في يد الرئيس شي جين بينغ.
فلنبدأ بالاقتصاد. ففي خطاب ألقاه أمام الجمعية، كشف رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، عن هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي نحو خمسة في المئة عام 2024. كذلك عرض مخططاً بعيد الأجل تحت شعار "قوى إنتاجية جديدة".
وهذا يؤكد التحول في قطاع العقارات المتضخم، والاستثمار الممول بالديون، والتصنيع الأساسي في اتجاه الصناعات العالية الإنتاجية، مثل الطاقة الخضراء، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية. ويعتقد حكام الصين أنهم صارمون بالشكل المطلوب في التعامل مع أزمة العقارات، ومنضبطون في الاستجابة للتباطؤ، ويملكون رؤية متماسكة.