في أعقاب إطلاق "أوبن إيه. آي." في ديسمبر/كانون الأول 2015، بدأ مؤسِّساها سام ألتمان وإيلون ماسك رحلة لإنشاء مؤسسة "غير ربحية" مكرسة لتطوير الذكاء الاصطناعي وتوجيهه بعيداً من مستقبل إنساني حالك. في مقابلة مع "فانيتي فير" بعد وقت قصير من بدء "أوبن إيه. آي." عملها، عبّر ألتمان عن رؤيتهما التي تؤكد الحفاظ على سلامة الذكاء الاصطناعي وأمان نشره على نطاق واسع.
بعد نحو من عقد، ها هي هذه الشراكة التي كانت واعدة ذات يوم، تتحول إلى حدث علني متوّج بمعركة قانونية تلقي بظلالها على الرسالة التي عمل الرجلان في البداية لتحقيقها.
بدأ المسلسل عندما قدم ماسك دعوى قضائية ضد "أوبن إيه. آي." أمام محكمة كاليفورنيا، مؤكداً أن ألتمان ومديرين آخرين في الشركة انحرفوا كثيراً عن "الرسالة الأصلية". يدور جوهر شكوى ماسك حول زعم مفاده أن "أوبن إيه. آي."، التي تُقدَّر قيمتها الآن بمبلغ 80 مليار دولار، تحوّلت إلى جهة تتوخى الربح، في مخالفة لاتفاق التأسيس. وفق ماسك، أعطى ألتمان والقيادة الأولوية إلى النجاح التجاري الخاص على حساب هدف الاستفادة الشاملة للإنسانية.
وتزعم دعوى ماسك أن ألتمان قاد "أوبن إيه. آي." إلى شراكة مع "مايكروسوفت"، جعلتها شبه تابعة للعملاق التكنولوجي. ويضيف رائد الأعمال في الوثيقة القانونية الخاصة بالدعوى أن "أوبن إيه. آي." حققت جزئياً الذكاء الاصطناعي العام، وهو مستوى من الذكاء الاصطناعي يعادل القدرات الإدراكية البشرية. ويؤكد ماسك، مع تكرار مخاوفه المستمرة، أن هذا التطوّر يشكل "ربما أكبر تهديد لوجودنا اليوم" كبشر.