مع الأيام الأخيرة من شهر شعبان التي يسميها السعوديون "الشعبنة" إلى لحظة إعلان رؤية هلال رمضان، تعمّ المملكة أجواء هذه "الشعبنة" التي تنتشر فيها لافتات متنوعة لعبارات وصور ترحيبية بهذا الضيف الكريم، لتمتلئ الشوارع بمظاهر الاحتفال بقرب شهر الصوم الذي اعتاد السعوديون تحري بث خبره، فلحظة بث هذا الخبر عبر مصدره التشريعي والإخباري الرسمي لا يزال لها العبق ذاته في النفوس. لتنطلق بعدها لحظات الاحتفاء برمضان المبارك واستكمال الاستعدادات والتجهيزات في جميع مدن المملكة وقراها، فتتحول البيوت بأكملها إلى مسارح ذات تصاميم جمالية تغطي سطوح المنازل، وتزين الفوانيس الأمكنة، مسبغة أجواء رمضانية مميزة على الشوارع والحارات والمساجد التي تعبق فيها روائح العود والبخور.
يعدّ رمضان بتقاليده وعاداته الفريدة التي تضفي على الشهر الفضيل طابعا روحانيا خاصا، علامة مميزة في الثقافة السعودية كما في ثقافة المسلمين حول العالم. تمدّ خلاله مساحات طويلة لسفر طعام رمضانية، وتنشأ خيام وتخصص أماكن للإفطار الخيري. إنه تقليد أصيل موروث منذ مئات السنين تشارك فيه جميع فئات المجتمع.
يجيء هذا الشهر ليعمر قلوب الجميع بروح جديدة تملأ الأرض خيرا وعطاء فتزدهر الحركة التجارية ويتعمق التواصل بين الأسرة والجيران بتبادل الزيارات والهدايا من الأطباق الرمضانية الشهية.