قد تكون العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في طريقها إلى التحسن. فقد سافر رئيس وكالة الاستخبارات التركية، إبراهيم كالين، إلى الولايات المتحدة لمتابعة سلسلة الاتصالات المباشرة والهاتفية الأخيرة بين البلدين على أعلى المستويات.
وسافر وزير الخارجية هاكان فيدان أيضا إلى واشنطن في 7 مارس/آذار، بدعوة من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، حيث يلتقي كبار الدبلوماسيين في إطار حوار الآلية الاستراتيجية الذي تأسس في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وجو بايدن.
ونهاية الأسبوع الماضي، صرح الوزير التركي في الجلسة الختامية لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي بأنه ونظيره الأميركي سيقيّمان العلاقات بين البلدين بشأن مجموعة واسعة من القضايا.
وستكون غزة على رأس القضايا الإقليمية في جدول الأعمال، فكلا الجانبين منخرط بشكل كبير في هذه القضية، كل على طريقته الخاصة، وتجمعهما مخاوف مشتركة، حتى وإن اختلفت تفضيلاتهما السياسية في التعامل مع الوضع الرهيب هناك.
وفي ظل الحروب والأزمات في أوكرانيا وغزة وسوريا وما حولها، يتوقع المرء أن يتعاون الشريكان الاستراتيجيان وحلفاء "الناتو" الذين تجمع بينهم الكثير من المصالح المشتركة، ولكن الوضع لم يكن كذلك. فالولايات المتحدة والغرب يشككان في توجهات تركيا، بينما تركيا مستاءة من الافتقار إلى دعم جهودها في مكافحة الإرهاب، وهذا ما يسبب توترا في الثقة المتبادلة.
ومع ذلك، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة تحول نحو السياسة الواقعية والبرغماتية، إذ يسعى الرئيس أردوغان إلى تخفيف التوترات وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية والشرق أوسطية، بدفع كبير من التحديات الاقتصادية التي تواجهها تركيا. وقد أدت حاجة الاقتصاد التركي للاستثمار الأجنبي إلى دفع دبلوماسي نحو إقامة علاقات إيجابية مع المستثمرين المحتملين.