في مثل هذه الأيام من كل عام، كانت أسواق غزة الشعبية تعج بروادها لشراء مستلزماتهم واحتياجاتهم، استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك. كان البائعون يعرضون الفوانيس وحبال الزينة المضيئة والمُلونة. ويعرض آخرون التُمور وقمر الدين والمخللات والمكسرات والبهارات والخضراوات واللحوم والعصائر بكافة أنواعها.
وكانت الشوارع تُزين بالفوانيس من مختلف الأحجام والأشكال، والناس تزين منازلها من الداخل والخارج بالإضاءات المُلونة. إلا أن هذا العام مُختلف عن كل الأعوام السابقة، فلا تتوفر البضائع، والمنازل دُمرت، فيما تشرد أو قُتل من كان يزينها بسبب الحرب الإسرائيلية التي دخلت في شهرها السادس على التوالي قبل أيام.
وعلى بوابة معبر رفح، بمحاذاة الحدود الجنوبية الشرقية لمدينة رفح الفلسطينية مع مصر، يُقيم مئات النازحين والنازحات خيامهم منذ أشهر مضت، يراقبون شاحنات المساعدات الإغاثية الإنسانية من مواد غذائية وطبية، والتي تدخل القطاع منذ أشهر، ويأملون في الحصول على حفنة منها. اختفت معالم البهجة من وجوه الأطفال، فيما صبغت الشمس أشعتها على وجوه النساء اللواتي يقضين أوقاتهن في الأعمال اليومية من غسل الملابس وتحضير الخبز على الحطب أمام خيامهن.
تقول سمية السرساوي (44 عاما)، وهي أم لتسعة أطفال، ونازحة من شرق مدينة غزة إلى جنوب شرقي رفح، أنها بالكاد تستطيع توفير بعض المُعلبات من الأطعمة والطحين لتقوم بإطعام أطفالها وجبة واحدة يوميا. وتضيف: "اليوم كان غدانا ثلاث علب من التونة، لم نشبع، لكن وجبة اليوم انتهت، واقترحت على أطفالي أكل المزيد من الخبز فقط حتى الوصول إلى مرحلة الشبع".