نادرا ما تُظهر استطلاعات الرأي في إسرائيل أغلبية كبيرة داعمة لأي برنامج أو حركة سياسية، ولكن قبل أسابيع قليلة من اتخاذ دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة غير مسبوقة في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قفزت نسبة الإسرائيليين الذين يؤيدون فكرة التطبيع إلى قمة غير معهودة ببلوغها 80 في المئة.
وجاء الاتفاق في وقت كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقدم مشروع قانون جديد لضم الضفة الغربية المحتلة، ما أثار وقتها توترات كبيرة. غير أن المشروع الخطير الذي دعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي هُجر لصالح ما بات يُعرف بـ "اتفاقات أبراهام". وأظهر استطلاع للرأي أن أغلبية واسعة أيدت التخلي عن مشروع القانون المثير للانقسام إن كان التخلي عنه يعني تمهيد الطريق أمام تطبيع العلاقات مع أبو ظبي.
لقد بين ذلك أن الإسرائيليين تبنوا التطبيع حقا وأبرز رغبتهم العميقة في الاندماج في المنطقة. ومع ذلك، فإن الدوافع وراء هذا الدعم الواسع لـ "اتفاقات أبراهام" تختلف من جهة سياسية في الطيف السياسي إلى أخرى. فالدعم الذي حظيت به اتفاقات 2020 غير مسبوق لأنه لم يكن على إسرائيل أن تقدم تنازلات تُذكر.
أما الجدل حول الضم فهو إلى حد كبير من صناعة نتنياهو لأغراض انتخابية يرمي من ورائها إلى خلق فجوة واسعة بين حلفائه اليمينيين ومعسكر يسار الوسط، وإلى زيادة دعم اليمين المتطرف له. وعلى العموم، فإن التخلي عن مشروع لم يتحقق ليس كتقديم تنازلات أعمق وأكثر ديمومة - وهو نوع من التنازلات سيغدو من الواجب تقديمه في أي اتفاق مستقبلي.