"مرحبا، أنا آينشتاين، هل يمكنك اصطحابي إلى المنزل من فضلك؟"
كانت هذه هي كلمات عالم الفيزياء العبقري ألبرت آينشتاين لأحد أصحاب المتاجر في يوم ما أثناء فترة عمله كمحاضر في جامعة "برينستون" في نيوجيرسي. طلب آينشتاين ذلك الطلب، لأنه كان دائم الشرود والنسيان، لا يعرف قيادة السيارة، وربما عنوان المنزل أيضا، ولا يهتم بمعرفة تلك التفاصيل الحياتية.
ويذكر والتر إيزاكسون في كتابه "آينشتاين - حياته وعالمه" العديد من المواقف الحياتية التي أبرزت نسيان آينشتاين، على الرغم من ذكائه الذي رأى الكون بمنظور مختلف. من بين تلك المواقف، أنه في يوم ما عام 1900، أصر والده عليه أن يذهب للعيش معهما في ميلانو، وسافر بالفعل، لكنه نسي في زيوريخ ملابس نومه، وفرشاة أسنانه، ومشط شعره.
آينشتاين عالم الفيزياء العبقري الذي غير مفهومنا للكون عبر نظرياته التي كشفت لنا عن نسيج "الزمكان"، وجعلنا ندرك الزمن بصورة لم يفكر بها البشر من قبل، اشتُهر بنسيانه وشروده أيضا، بل إن النسيان والشرود كانا يميزانه.
في السيرة الذاتية لكثير من العباقرة، نجد أن الشرود والنسيان كانا جزءا لا يتجزأ من حياتهم، خصوصا عندما يتعلق الأمر بحياتهم اليومية. وهذا يقودنا إلى سؤال مهم، ألا وهو: هل النسيان دليل على العبقرية أم المرض؟
حسنا، تلك قصة طويلة، لنبدأ من طريقة تشكل الذاكرة. قبل ذلك، أخبرني ثلاث معلومات درستها في حصة العلوم الثالثة عندما كنت بالصف الخامس. فكر قليلا. لا تتذكر؟ لا بأس، سأُخبرك لاحقا بالسبب.