يأمل المصريون خيراً بعد موافقة "صندوق النقد الدولي"، على منح مصر قرضا بنحو 9.2 مليارات دولار، بزيادة ثلاثة مليارات دولار عما كان متداولا في السابق، وذلك بعد أشهر عصيبة مرت على الاقتصاد المصري لم تشهدها مثلها البلاد من قبل، ضغوطا تضخمية، وارتفاعا للأسعار بصورة غير مسبوقة، وتوسعا في الفجوة التمويلية.
بتوقيع الاتفاق مع الصندوق اكتملت الإجراءات التصحيحية التي بدأ تطبيقها خلال الأسابيع الأخيرة، انطلاقاً من إلغاء الإعفاء الضريبي على النشاط الاقتصادي للحكومة، وخفض الإنفاق الاستثماري من موازنة السنة المالية الجارية بنسبة 15 في المئة، وعدم البدء بمشاريع جديدة خلال تطبيق الخطة.
ترافق ذلك مع إقرار حزمة حماية اجتماعية بدأ صرفها للمصريين في الشهر الجاري، من خلال زيادة الرواتب والمعاشات ورفع الحد الأدنى للأجور، وتوفير إعفاء ضريبي للعاملين في القطاع العام والخاص، ووصولا إلى ما اتخذه المصرف المركزي من قرارات استباقية لتوقيع القرض في اليوم نفسه، من رفع لمعدلات الفائدة ثم تحرير سعر الصرف الجديد رسميا اعتبارا من 6 مارس/آذار 2024 وارتبط كل ذلك بإجراءات تشديد نقدي من المصرف المركزي وتشديد مالي من وزارة المالية، وتحفيز القطاع الخاص لممارسة النشاط الاقتصادي من خلال مجموعة من الإجراءات الحكومية .
وسبق هذه الإجراءات قبل أسبوعين، صفقة "رأس الحكمة" التي نجحت، بشراكة استثمارية ضخمة مع دولة الإمارات إلى جانب اتفاقات أخرى لتدبير سيولة بالدولار الأميركي تصل خلال الشهرين الجاري والمقبل الى 35 مليار دولار، مما سهل إنجاح عملية تحرير سعر صرف الجنيه.
ومع ابرام هذه الصفقة اكتملت جهوزية الحكومة المصرية لتوقيع الاتفاق مع "صندوق النقد الدولي" الذي يعد اتفاقا مهماً، ومرحلة مفصلية جديدة لتحسين تصنيف مصر الائتماني، بما يعزز جاذبية السوق المصرية للاستثمارات الأجنبية سواء مباشرة أو غير مباشرة، في حين أن الاتفاق يعيد الاقتصاد المصري إلى سكة المسار الطبيعي، في حال نفذت الاصلاحات.