واشنطن- مضى يوم "الثلاثاء الكبير" دون مفاجآت، إذ عزز المرشحان الرئاسيان، دونالد ترمب وجو بايدن، تفوقهما على باقي المرشحين، لنيل ترشيح حزبيهما، الجمهوري والديمقراطي، لخوض السباق الرئاسي النهائي في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
شملت منافسات "الثلاثاء الكبير" أيضا حسم ترشيحات حزبية لخوض انتخابات لمجلسي النواب والشيوخ وحكومات بعض الولايات ومجالسها البرلمانية. شاركت في هذا السباق الانتخابي الكبير، الذي تضمن انتخابات تمهيدية ومؤتمرات حزبية انتخابية، 16 ولاية، فضلا عن منطقة ساموا الأميركية.
يبدو حصول بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي مؤكدا، إذ يحتاج إلى أن يحصل على 1968 مندوبا من مجموع 3900 مندوب، فيما لديه الآن 1497 مندوبا وأمامه ولايات كثيرة ستصوت له في الأسابيع المقبلة.
أما ترمب، فبعد إعلان منافسته، نيكي هيلي، تعليق حملتها الانتخابية، أصبح فوزه بترشيح الحزب الجمهوري مؤكدا هو الآخر، ووصوله إلى عدد المندوبين المطلوبين لنيل الترشيح مجرد مسألة وقت (1215 من مجموع 2429 مندوبا). ظَهَر حس الثقة بنيل ترشيح الحزب في خطاب ترمب بعد إعلان النتائج الأولية، إذ كان محتواه بالكامل موجها ضد بايدن وسياساته في ما يبدو تمرينا خطابيا ساخنا استعدادا للمواجهة الانتخابية الثانية بين الرجلين.
بعيدا عن لغة الأرقام ودلالاتها، ثمة وقائع، تخلو أيضا من المفاجأة، أكدها يوم التنافس الانتخابي هذا. أهمها ضعف الإقبال الشعبي والحزبي، لكلا الحزبين، للمشاركة في الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية. يعكس هذا عدم قناعة أغلبية الجمهور (نحو 60 في المئة من الأميركيين حسب استطلاع للرأي) لرؤية بايدن وترمب يتنافسان من جديد على قيادة البيت الأبيض.
إذا تواصل ضعف الحماسة هذا على مدى الأشهر المقبلة وتحول إلى عزوف عن التصويت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، فسيكون بايدن هو المتضرر الأكبر. حيث إن لدى ترمب جمهورا ثابتا نسبيا ومؤمنا به بقوة وسيخرج للتصويت، فضلا عن أن الجمهوريين عموما، على أساس السجل التاريخي، يميلون إلى أن يكونوا أكثر انضباطا والتزاما بالمشاركة في الانتخابات وبالتصويت لمرشح الحزب، مقارنة بنظرائهم الديمقراطيين.