يشكل صعود شهباز شريف، السياسي المخضرم وشقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، إلى منصب رئيس الوزراء للمرة الثانية، تحولا فائق الأهمية في الأحداث. ويشير فوزه الحاسم في الجمعية الوطنية بحصوله على 201 صوت، إلى تحول كبير في الديناميات السياسية في باكستان ويثير التساؤلات حول الوجهة المستقبلية للحكم والقيادة فيها.
قلة من الشخصيات، في التاريخ السياسي الباكستاني المعقد، هي التي تثير الاهتمام والفضول كما يثيرها شهباز شريف. فقد أحدث صعود هذا السياسي المحنك وشقيق نواز شريف رئيس الوزراء السابق إلى منصب رئيس الوزراء للمرة الثانية تداعيات عبرت الطيف السياسي كله في البلاد. ويراقب المجتمع الدولي باهتمام، كيف ينبسط مسار الحكم في باكستان تحت قيادة شهباز على خلفية من التحديات الهائلة والتحالفات المعقدة والسعي الدؤوب لتحقيق الاستقرار والتقدم.
تكمن في قلب انتصار شهباز شريف قصة المرونة والبصيرة السياسيتين. ففي تحول فائق الأهمية للأحداث، جاء تفويضه المدوي، إذ حصل على غالبية حاسمة في الجمعية الوطنية، ليمثل ذلك تحولا كبيرا في الديناميات السياسية في باكستان. وانتصار شهباز، الذي حظي بدعم من رئيس "الرابطة الإسلامية الباكستانية" (جناح نواز) وائتلاف من سبعة أحزاب أخرى، يؤكد جاذبيته الدائمة ونفوذه في المشهد السياسي. كما أن إلحاقه الهزيمة بعمر أيوب خان، المدعوم من "الحركة الوطنية من أجل العدالة" (تحريك إنصاف)، والمرشح من "مجلس الاتحاد السني"، عزز موقعه بوصفه رئيس وزراء باكستان الرابع والعشرين.
اتسمت الجلسة الافتتاحية للجمعية الوطنية، رغم تأخرها قليلا، بالترقب والأجواء المتوترة. وبينما اجتمع المشرعون ليشهدوا هذه اللحظة التاريخية، مهدت تلاوة خاشعة من الآيات القرآنية وترديد النشيد الوطني المسرح لتنصيب شهباز شريف. وأضفى حضور شخصيات سياسية بارزة منهم نواز شريف وبيلاوال بوتو جاذبية على المناسبة، وتأكيدا على أهمية عودة شهباز إلى السلطة.