جاءت هذه التحذيرات على لسان الممثل الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك عمار بن جامع، في مداخلة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي. واستدل الدبلوماسي الجزائري بالتقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول "داعش"، ووصفه بـ"المقلق جدا"، خصوصا أن "التنظيم وحلفاءه لا يزالون يشكلون تهديدا خطيرا لا سيما في مناطق النزاع".
وبحسب بن جامع، فإنه "وعلى الرغم من أن قدرة داعش قد تراجعت خارج معاقله، لكنه عاد للظهور بسهولة في العراق وسوريا، وحتى لو قللنا من الجهود المبذولة لمواجهته، وأن الجماعات المنضوية تحت لوائه بدأت تتطور في أفريقيا مستغلة التوترات السياسية والنزاعات القائمة".
وتابع قائلا إن "الأسباب الجذرية، لا سيما تلك المتعلقة بنقص التنمية والنزاعات الإقليمية التي لم تتم تسويتها، لا تزال وإلى غاية اليوم تهيئ مناخا خاصا لتفشي الإرهاب. لذلك فإن التسويات السياسية والاستثمارات في مجال التعليم والشغل والحوكمة الرشيدة تبقى أمورا ضرورية لمحاربة الظاهرة".
ولعل ما بات يقلق الجزائر اليوم، بحسب بن جامع، "استغلال الإرهابيين للتكنولوجيات لأغراض التواصل والتجنيد والتمويل، كما أن علاقة الإرهاب بالجريمة المنظمة تستدعي هي الأخرى استجابات منسقة".
وفتحت هذه التحذيرات الباب أمام تساؤلات عدة أهمها: هل تشكل هذه التحذيرات تهديدا حقيقيا أم إنها تحذير سابق لأوانه؟
مخاوف مشروعة
يصف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ورقلة، مبروك كاهي، في حديثه لـ"المجلة"، هذه المخاوف بـ"المشروعة التي تغذيها تطورات عدة حدثت في المنطقة مؤخرا، لعل أهمها الوضع غير الدستوري وعدم الاستقرار. ففي غضون السنوات الأربع الماضية شهدت المنطقة قرابة ستة انقلابات عسكرية لدول هشة في الأساس".
ومما يغذي هذه المخاوف، حسب كاهي، "التوجه العدائي لدول الساحل إزاء المنظمات الدولية، كإنهاء بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) والمنظمات الإقليمية، ممثلة في (الإيكواس)، والانسحاب منها. ويضاف إلى ذلك الانسحاب من التكتلات العسكرية التي كانت تنشط في المنطقة في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية".