من الصعب أن نتخيل لحظة انهيار الأرض واختفاء كل شيء اعتدنا على وجوده، ولكن هذا ما سيحدث حين نقرأ رواية الكاتب المصري محمد الفخراني الجديدة، "حدث في شارعي المفضل"، الصادرة عن "دار العين" بالقاهرة مطلع هذا العام. ربما نتخيل أنفسنا مكان بطلي الرواية الرئيسين، "الفتاة الأرضية" و"الرسام الموهوب".
تبدأ الرواية من حيث انتهت فتروي لنا "الفتاة الأرضية" ما حدث قبل ستين عاما، فهي آخر من تبقى من البشر بعد دمار الأرض، تسكن وحيدة في البيت الطيني بل في المساحة البسيطة التي بقيت من العالم بأكمله، "وعند لحظة ما، عرفنا كلنا أن الأرض لا تحمل ضغينة ضدنا، فقط حزينة، ومتعبة و... ترغب في الذهاب إلى مكان آخر".
يقول محمد الفخراني لـ"المجلة": "لم أفكر في الأمر كانهيار، بل كغياب مؤقت، يبدو في ظاهره وداعا نهائيا، لكنه مجرد غياب لبعض الوقت، وكأنه فكرة ليتخيلها القارئ، نحن اعتدنا حضور الأشياء في هذا العالم حتى صارت من المسلمات، فلم نعد نشعر بقيمتها، أقصد الأشياء العادية مثل أن نخرج من بيتنا فنجد الشوارع، أو أن يأتي يوم جديد كل يوم، أو أن نرى الألوان في كل مكان نتوقعها فيه، هذه الأشياء المجانية، الأشبه بمعجزات يومية، اعتدنا عليها، أروع الأشياء في العالم مجانية، اعتدناها حتى صرنا لا نراها، لكن ماذا لو غاب أحد هذه الأشياء عنا لدقائق؟".