كان العام المنصرم مليئًا بالتحديات بالنسبة لقطاع التكنولوجيا، اذ اجتاحت شركاته في العالم موجة غير مسبوقة من تسريح الموظفين. ففي عام 2023، جرى الاستغناء عن أكثر من 262 ألف موظف في أكثر من 1180 شركة تكنولوجيا عالميا، وهو ما يزيد بنسبة 60 في المئة على العدد الإجمالي لعام 2022.
واستأثرت الولايات المتحدة الأميركية بأكثر من ثلثي عدد المسرحين من العمل، حيث واجهت الشركات الكبرى والشركات الناشئة على حد سواء صعوبة في الحفاظ على هوامش أرباحها، في بيئة تتسم بالمخاوف من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واضطرابات سلاسل التوريد.
وسجل الربع الأول من 2023 ذروة في عدد المسرحين من العمل بأكثر من 167 ألف موظف، وهو عدد قياسي تجاوز العدد الإجمالي للموظفين المسرحين في عام 2022 بأكمله. وقد قلصت شركات التكنولوجيا مثل "ميتا" و"أمازون" و"مايكروسوفت" عدد موظفيها، لأسباب متعددة، بما في ذلك الإفراط في التوظيف، وتغير الأولويات، وإعادة هيكلة أعمالها بسبب النمو السريع، وعدم اليقين الاقتصادي الذي تواجهه الشركات والركود الذي يلوح في الأفق.
ولا يزال انتعاش قطاع التكنولوجيا يفتقر إلى الزخم المطلوب، ما عدا بعض المحطات المضيئة في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وشركاته العملاقة، ولا سيما الصناعية منها، مما يدفع بالشركات إلى الاستمرار في خفض أعداد القوى العاملة لديها والتحول من التركيز على النمو إلى التركيز على الكفاءة في ظل الظروف التي تمر بها الأسواق.