لا تخطط إدارة الرئيس جو بايدن للانسحاب من جميع قواعدها العسكرية في أنحاء الشرق الأوسط عام 2024، وإن يكن مستقبل وجود القوات الأميركية في العراق وسوريا لا يزال غير مؤكد.
ويتمركز الجزء الأكبر من القوات الأميركية في المنطقة، البالغ عددها 30 ألف جندي، في قواعد بالكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة. وقد حافظت البحرية الأميركية، منذ خروج الجيش البريطاني من الخليج العربي عام 1971، على قاعدة لأسطولها في الخليج العربي، في البحرين. وكانت هذه القاعدة قد أنشئت في الأصل لمواجهة النفوذ السوفياتي في الخليج، ولكن مهمتها تحولت، على مدى العقدين الماضيين، لردع إيران والتصدي للقرصنة في بحر العرب، وهي الأهداف التي ستستمر حتى بعد قتال القوات البحرية ضد الحوثيين.
وتستخدم الولايات المتحدة أيضا مرافق برية وجوية في قاعدتين كويتيتين، وقد بدأ انتشارها هناك بعد تحرير الكويت من صدام حسين عام 1991. أما قاعدة "العديد" الجوية في قطر فهي أكبر قاعدة أميركية في المنطقة. ومنذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، عملت الولايات المتحدة من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة وأجرت مهمات تدريبية واستشارية في الأردن والمملكة العربية السعودية، بموافقة وترحيب بالوجود الأميركي من هذه الدول العربية المضيفة. ونظرا لمخاوف واشنطن بشأن نفوذ إيران والصين المتزايد في المنطقة، يبدو من غير المحتمل أن تقوم الولايات المتحدة بإخلاء هذه القواعد ما لم تطلب الدول العربية المضيفة.
وضع أكثر صعوبة
مع ذلك، فإن وضع القوات الأميركية في العراق وسوريا بات أكثر صعوبة، بعد أن تسببت الهجمات المتزايدة من الميليشيات المدعومة من إيران في مقتل وإصابة عشرات الجنود وخفض فعالية القوات. وأشار تقرير صادر عن مفتشي وزارتي الخارجية والدفاع في 5 فبراير/شباط إلى أن هجمات الميليشيات حولت الجهود الأميركية عن المهمة الأساسية في مكافحة فلول "داعش" وتعزيز القوات المتحالفة في كلا البلدين. وأدت هذه الأعمال العدائية أيضا إلى تأجيل أو إلغاء الاجتماعات بين الضباط الأميركيين والقادة العسكريين والسياسيين المحليين.