وجود أميركي بعد انسحاب بريطاني
بعد انسحاب المملكة المتحدة من المنطقة، أنشأت الولايات المتحدة مقر الأسطول الخامس في البحرين.
وفي الوقت الحاضر، يتولى الأدميرال المسؤول عن الأسطول الخامس أيضا قيادة القوة البحرية المشتركة، وهو أكبر تحالف بحري في العالم يضم 44 دولة. يستخدم هذا التحالف 6 فرق عمل بحرية متعددة الجنسيات مخصصة لمهام مثل حماية السفن التجارية من هجمات الصواريخ والطائرات دون طيار الحوثية، وجهود مكافحة القرصنة، وضمان التدفق المستمر للتجارة من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.
إن الصراع الحالي في غزة، والتهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، والهجمات المتكررة التي تشنها الميليشيات الإيرانية على القوات الأميركية، وهجمات الحوثيين على الشحن التجاري. كل ذلك يزيد من تعقيد سيناريو اليوم بما يتجاوز اتفاق "النفط مقابل الأمن" البسيط الذي تفاوض عليه روزفلت والعاهل السعودي على متن السفينة "يو إس إس كوينسي".
ولكن هذا لا ينفي، مع ذلك، أن ضمان التدفق المستمر للطاقة إلى السوق العالمية كان بمثابة حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط منذ ما يقرب من 50 عاما، حيث تعمل البحرية الأميركية كأداة رئيسة لهذه السياسة في أوقات السلام والحرب.
تحدد استراتيجية الأمن القومي للرئيس بايدن لعام 2022 هذه المصلحة الأساسية للولايات المتحدة بوضوح:
"إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم تعرض القوى الأجنبية أو الإقليمية للمساس بالمرور الآمن عبر الطرق البحرية الرئيسة في الشرق الأوسط، مثل مضيق هرمز وباب المندب. وهي تقف بحزم ضد أي محاولات من قبل الدول لتأكيد الهيمنة على الآخرين أو المنطقة نفسها، من خلال التصعيد العسكري أو التعديات الإقليمية أو التكتيكات التخويفية. ومن أجل دعم هذا الموقف، تتعهد الولايات المتحدة بالتعاون الوثيق مع حلفائها وشركائها، بهدف تعزيز قدراتهم الدفاعية لردع وتحييد جهود إيران المزعزعة للاستقرار بشكل فعال".
أثر الانسحاب الأميركي من أفغانستان
كان تخفيض الوجود البحري الأميركي في أعقاب الانسحاب من أفغانستان إشارة فسرها كثيرون على أنها تراجع من الولايات المتحدة عن المنطقة. شهدت هذه الفترة انخفاضا ملحوظا في القدرات القتالية البحرية للأسطول الخامس، بما في ذلك غياب عمليات النشر الروتينية من قبل مجموعات حاملات الطائرات الضاربة ومجموعات الاستعداد البرمائية الأميركية.
وعوضا عن ذلك، كانت هناك عمليات نشر محدودة لمقاتلات سطحية أميركية مستقلة، وترك الأسطول الخامس بمدمرة واحدة فقط أو في بعض الأحيان مدمرتين، إلى جانب وحدة متواضعة من القوات المنتشرة في البحرين. تضمنت هذه القوات قاعدة انطلاق عائمة وأربع سفن لمكافحة الألغام وعددا قليلا من زوارق الدورية الساحلية وخفر السواحل الصغيرة التابعة للبحرية.