سلطت هجمات الحوثيين الأخيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر الضوء على الأهمية الحاسمة لوجود القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط. وعندما انتهى التزام القوات البرية الأميركية الذي دام عقدا من الزمن في أفغانستان بكارثة الانسحاب عام 2021، أصبح مقر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في البحرين مرة أخرى مرساة للوجود الإقليمي للولايات المتحدة والحامي الأساسي للمصالح الوطنية في المنطقة.
ومع ذلك، فإن الانخفاض الحاد في عدد المقاتلين البحريين الأميركيين المنتشرين في الشرق الأوسط أرسل رسالة صارخة إلى الحلفاء في العالم العربي، ومعهم إيران والصين وروسيا، تشير إلى أن الولايات المتحدة تحول مركز اهتمامها من الشرق الأوسط نحو آسيا والمحيط الهادئ.
قد لا يكرر التاريخ نفسه بشكل مباشر، لكنه يردد في كثير من الأحيان موضوعات مماثلة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك يوم 14 فبراير/شباط عام 1945، عندما اجتمع الرئيس فرانكلين روزفلت والملك السعودي عبد العزيز بن سعود على متن السفينة "يو إس إس كوينسي" في قناة السويس. يومها، دار بينهما نقاش، يعيد إلى الأذهان ما يقع اليوم في غزة، حول مستقبل فلسطين المثير للجدل. وعلى الرغم من أنهما لم يتفقا على هذه القضية، إلا أن اجتماعهما وضع الأساس لتحالف دائم يعتمد على الضمانات الأمنية الأميركية للمملكة مقابل الحصول على الطاقة.