جمعت المسابقة بين ثلاث فئات، ممثلة في الشعر الموزون، الذي يضم القصيدتين العمودية والتفعيلة، والشعر الشعبي، والشعر الحر "قصيدة النثر"، وضم البرنامج لجنتي تحكيم، الأولى مختصة بالنظر في الشعر الفصيح والحر، والثانية مختصة بالشعر الشعبي.
ولتقديم طريقة تحكيم مبتكرة ترتكز على الشعراء أنفسهم، تشكلت عضوية لجان التحكيم في المسابقة من الشعراء فقط، ولم تعتمد على النقاد الأدبيين، في تجربة جديدة لم تعهدها من قبل المسابقات الشعرية التلفزيونية، أو المسابقات الأدبية بشكل عام.
وضمت لجنة التحكيم الخاصة بالشعر الفصيح والحر الشاعرة الدكتورة فوزية أبو خالد والشاعر محمد إبراهيم يعقوب والشاعر العراقي عارف الساعدي، كما ضمت لجنة التحكيم الخاصة بالشعر النبطي أو الشعبي الشاعر فهد عافت والشاعر مدغم أبو شيبة والشاعر سفر الدغيلبي.
من إحدى حلقات برنامج "معلقة 45"
وبعد أربع مراحل مرت بها المسابقة بدأت بمشاركة 36 شاعرا ضمن الفئات الشعرية الثلاث، الشعر الحر والشعر النبطي والشعر الفصيح "الموزون" بواقع 12 شاعراً عن كل فئة، وصل إلى المرحلة النهائية الشاعران إبراهيم المبارك ومحمد التركي عن فئة الشعر الحر، والشاعران صالح النشيرا وعبدالمجيد الذيابي عن فئة الشعر النبطي، والشاعران جاسم الصِحيّح ودخيل الخليفة عن فئة الشعر الفصيح.
وحصل الشاعر القطري صالح النشيرا على المركز الأول ولقب "صاحب المعلقة" ضمن فئة الشعر النبطي، وحصل الشاعر السعودي محمد التركي على المركز الأول ولقب "صاحب المعلقة" ضمن فئة الشعر الحر، فيما حاز الشاعر السعودي جاسم الصِحيّح المركز الأول ولقب "صاحب المعلقة" ضمن فئة الشعر الفصيح.
وكان البرنامج قد وجد تجاوبا واسعا من الجمهور والمهتمين بالشأن الأدبي في السعودية والمنطقة العربية، وأثار العديد من النقاشات في وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما بشأن ما تضمنه من نمط تجديدي على مستويي الشكل والمضمون.واستطلعت "المجلة"بعض الآراء المختصة من خارج البرنامج ومن داخله، للوقوف على أبرز إضافاته الفنية، وتقييم مستوى المشاركات فيه، وما تحتاج إليه المسابقة من تطوير في مواسمها المقبلة.
آفاق فنية
يوضح الناقد الأدبي كاظم الخليفة، لـ "المجلة"، أن برنامج "معلقة 45" يعمل على إضاءة الأفق الشعري السعودي والعربي المعاصر، مشيرا إلى المستوى الذي وصلت إليه الشعرية المعاصرة، من خلال تجارب الشعراء المشاركين فيه"إضافة إلى كونه يُبرز المواهب الحقيقية الشابة، جنبا إلى جنبكبار الشعراء، وهو ما يَمنح المسابقة تنوعا في الحضور والمشاركة، أما الغاية الأسمى للمعلقة، فتتمثل في الإعلاء من شأن الشعر كقيمة عربية أصيلة، وأحد أهم الفنون في الثقافة العربية وآدابها".
ويضيف الخليفة أنه، وبالعودة إلى مفهوم الشعرية المعاصرة، فإن البرنامج "ينفتح على جميع أشكال القصيدة، فبالإضافة إلى القصيدة العمودية في جنس القصيدة الكلاسيكية، يحتفي أيضا بقصيدة التفعيلة، كما أنه لا يُقصي القصيدة الحديثة متمثلة في قصيدة النثر، التي كانت تدافع عن ذاتها بجهود شعرائها فقط على مدى عقود، وقد حظيت بهذه الفرصة الفريدة من خلال هذا البرنامج، ما يُمثل اعترافا به وإبرازا له للجمهور العريض من محبي الشعر".
ولفت إلى أن ما تَلمسه من تفاعل من قبل الجمهور مع قصائد النثر التي ألقيت في البرنامج، ينفي تهمة النخبوية التي طالت هذا اللون الشعري، ونفت الادعاءات القائلة بأنه لا يُمكن تَلقي قصيدة النثر إلا من خلال القراءة، وأنه لا يُمكن التفاعل معها من خلال النشاطات المنبرية، مِن ثَمّ فإن حضور قصيدة النثر وتفاعل الجمهور معها يُمثل المفاجأة الأسعد لجمهور الشعر.