قبل نحو 61 عاما، وبينما كان عالم الفلك الهولندي الأميركي مارتن شميدت يعمل على تحليل طيف أحد النجوم البعيدة، شاهد خطوطا غير عادية ولمعانا وبريقا غير معتاد سجلته مراصد فلكية أميركية. راجع العالم مجددا البيانات التي حصل عليها، إذ تصور أن عينيه تخدعانه. إلا أن الخطوط الغامضة ظلت كما هي. أرسل شميدت رسائل عدة إلى مراصد أخرى لتأكيد البيانات، ليُدرك بعد أشهر أنه اكتشف شيئا جديدا كليا.
بعد عام واحد، وتحديدا في عام 1964، صاغ العالم الأميركي التايواني الأصل هونغ بي تشيو، مصطلحا يصف الأجسام البعيدة والمضيئة التي اكتشفها شميدت. ذلك المصطلح الذي يُعرف الآن على نطاق واسع ويعبّر عن النجوم الزائفة هو "الكويزار".
أحدث هذا الاكتشاف الرائد ثورة في فهمنا للكون من خلال الكشف عن وجود أجسام بعيدة ومضيئة بشكل لا يصدق مدعومة بالثقوب السوداء الهائلة. ومنذ اكتشافها، كانت الـ"كويزارات" موضوعا لدراسة مكثفة عبر أطوال موجية مختلفة من الضوء، وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في معرفتنا بعلم الكونيات، وتطور المجرات، وفيزياء الثقوب السوداء.