في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، وبعد مناقشات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، رفض الرئيس الأميركي جو بايدن دعوات الكونغرس لوقف المساعدات العسكرية الأميركية للدولة اليهودية أو تقييدها بشروط، قائلا: "لن نفعل أي شيء آخر سوى حماية إسرائيل في هذه العملية. ولا شيء آخر". وقبل ذلك بشهر، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس إن الولايات المتحدة "لن تضع أي شروط على الدعم الذي تقدمه لإسرائيل للدفاع عن نفسها".
ورغم ذلك، وفي مواجهة ضغوط متزايدة من حزبه الديمقراطي، أصدر بايدن مذكرة تنفيذية في التاسع من فبراير/شباط تطالب أي متلقٍ للمساعدة العسكرية الأميركية بتقديم ضمانات مكتوبة بأنه سيلتزم بقوانين حقوق الإنسان وإلا سيفقد المساعدة الأميركية. لكن بالرغم من ذلك، أوضح البيت الأبيض أنه لن تكون هناك أي شروط تقيد المساعدات الأميركية لإسرائيل و"لن تكون هناك أي معايير جديدة...".
وليس في ذلك جديد، فإدارة بايدن ليست أول من يؤيد سياسة المساعدة العسكرية غير المشروطة لإسرائيل، فكل رئيس أميركي تقريبا، من هاري ترومان إلى بايدن، فعل الشيء نفسه.
لقد حان الوقت للتخلص من هذه العادة. إنها سياسة خارجية سيئة. لا يوجد حليف أو شريك مثالي، لذا فإن التزام واشنطن بسياسة الدعم الكامل بصرف النظر عن سلوك الشريك ليس أمرا ذكيا ولا حكيما. وتصبح مثل هذه السياسة مثيرة للمشاكل بشكل خاص عندما يتبنى الشريك- إسرائيل في هذه الحالة- سياسات تضر بمصالح أميركا ومكانتها في العالم على المدى الطويل. إن وضع إسرائيل كأكبر متلق تراكمي للمساعدات العسكرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية وتمتعها بامتيازات فريدة في كيفية استخدامها لهذه المساعدات يجعل دعم واشنطن المطلق سلوكا غير مسؤول أكثر فأكثر.