تختلط الحقائق العلمية مع الرؤى المقدسة، وتمتزج الطقوس والسلوكيات الغريبة مع الأفكار المستمدة من الكتب السماوية ويتداخل اللاهوت مع الفلسفة لدى اتباع ما يسمى بـ"الحركة الرائيلية"، وهي جماعة أو طائفة أو ديانة، ظهرت في منتصف سبعينيات القرن الماضي على يد المغني الفرنسي المغمور والصحفي الرياضي المولع بسباق السيارات كلود فوريلون.
زعم فوريلون أن مخلوقات فضائية تواصلت معه واختارته "رسولا" للبشرية، فقام بتغيير اسمه إلى "رائيل" (أي الرسول) ليتناسب معناه مع مهمته الرسولية المقدسة التي تكمن في إقناع البشر بأن خالقهم هو تلك الكائنات الفضائية التي تطلق عليها الحركة اسم "ألوهيم"، وهي الكلمة العبرية نفسها لوصف الله في الكتاب المقدس.
هذه الحركة المثيرة للجدل هي محور المسلسل الوثائقي "رائيل: جماعة الأجسام الطائرة الغامضة "Raël: The Alien Prophet))، وهو مؤلف من أربع حلقات تبلغ مدّتها مجتمعة نحو 3 ساعات، وبدأ عرضه على منصة "نتفليكس"، أخيرا، وفيه يكشف المخرجان أنطوان بالداساري ومانويل غويلون جوانب غامضة في تاريخ هذه الحركة، وكيفية تحوّل دين مستوحى من الأجسام الطائرة المجهولة إلى طائفة لها اتباع بالآلاف.
وتضم السلسلة الوثائقية، التي تستعين بمقاطع أرشيفية مصوّرة حول الحركة، مقابلات مع أتباع هذه الطائفة ممن يتفاخرون بقيمها، وكذلك مع منتقديها، ومع بعض من تورطوا في الانضمام إليها ثم كشفوا زيف ادعاءاتها، وانتهازية زعيمها، الغريب الأطوار، والذي يظهر في هذا الوثائقي مواظبا على الدفاع عن معتقداته ومزاعمه، بعد ان اختار الأرخبيل الياباني البعيد كبلد للاستقرار فيه لقضاء شيخوخته (ولد سنة 1946) والاستمرار في نشر رسالته التي تحدّث عنها باستفاضة في كتاب له بعنوان "الكتاب الذي يقول الحقيقة".