كان لافتا تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا في 27 فبراير/شباط بدعوة من فرنسا لدعم الجيش اللبناني إلى أجل غير مسمى. التأجيل الذي أتى بطلب من الولايات المتحدة وعواصم أورويبة مرده استعجال فرنسي غير مبرر لبحث دعم الجيش في ضوء غموض يشهده الوضع الميداني في غزة، وصعوبة في التوصل إلى ترتيبات لوقف إطلاق النار، وارتباط ذلك باشتباكات متصاعدة بين "حزب الله" وإسرائيل في الجنوب اللبناني بما ينذر بتحولها إلى حرب مفتوحة.
كان من البديهي التراجع عن الدعوة، فباريس التي تلعب دورا عبر اللجنة الخماسية التي تضمها إلى جانب الولايات المتحدة ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، والتي ينشط موفدوها في التحذير من توسع الاشتباكات في الجنوب اللبناني وفي محاولة إيجاد الصيغ الآيلة لوقف إطلاق النار، وضعت العربة أمام الحصان بتوجيه الدعوة إلى شركائها لدعم الجيش قبل أن تتبين ماهية الدور الذي سيقوم به هذا الجيش، والذي تتوقف عليه نوعية الدعم بعد تحديد العدد والتسليح اللازمين لأداء المهمة. وقد تكون الثغرة الكبرى في هذه الدعوة في توهم القدرة على التوصل إلى ترتيبات موثوقة في الجنوب تؤدي إلى وقف لإطلاق النار بمعزل عن تعقيدات المشهد الإقليمي والشروط الأميركية الملزمة لتحقيق أمن إسرائيل، والتي تعرفها باريس حق المعرفة.