يبذل الدبلوماسيون غاية جهدهم لتأمين وقف إطلاق النار لتجنب السيناريو الأسوأ المتمثل في الهجوم الإسرائيلي على رفح، الذي سيتزامن، إن وقع، مع شهر رمضان، ويُخشى أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
تاريخيا، يشهد الشهر المقدس لدى المسلمين، الذي سيبدأ هذه السنة حوالي 10 مارس/آذار، إلى تفاقم التوتر الإسرائيلي-الفلسطيني، لكن المخاطر في هذه السنة أعلى في ظل التهديد باندلاع الصراع إقليميا. إن الإنذار الذي أعلنته إسرائيل بأن تطلق "حماس" سراح الرهائن بحلول شهر رمضان أو تستعد لمواجهة هجوم في رفح يضع المدينة المكتظة بالسكان، والتي صارت الآن ملجأ لمئات الآلاف من المهجرين ومعقلا لـ"حماس"، في بؤرة التركيز بشدة.
ويرى كثير من الإسرائيليين أن القوات الإسرائيلية لا بد لها في نهاية المطاف أن تقوم بعمليات في المدينة التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين، بغض النظر عن المحادثات. والمنطق بسيط: رفح هي آخر منطقة حضرية رئيسة يمكن لـ"حماس" أن تختبئ فيها. كما أن العملية الأخيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي، وأسفرت عن إنقاذ رهينتين، ساعدت أيضا في تأكيد الشكوك حول احتمال أن يكون الكثير من الرهائن محتجزين في رفح. وإذا كانت الفكرة تتلخص في "القضاء" على "حماس" وإنقاذ الرهائن، فإن الخطوة المنطقية التالية، في أذهان الكثير من الإسرائيليين، ستكون ببساطة الذهاب إلى رفح.
تتصاعد المخاوف الدولية بشأن الهجوم المحتمل على رفح، نظرا للاكتظاظ الشديد في المنطقة. وإذا واصلت إسرائيل عملياتها بالطريقة التي اتبعتها في عملياتها السابقة، فإن الكثافة السكانية المدنية في رفح ستتسبب في زيادة هائلة في عدد الضحايا وحجم الأضرار، ما سيتجاوز بكثير كل ما سبق.