يكثر الحديث عن ضرورة تعلم الدروس لئلا نكرر الأخطاء التي كلفت المجتمعات غاليا في العالم بأسره، بعدما انتقلنا إلى مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد "19. من الواضح على نحو مؤلم أن العالم، على الرغم من سنوات من التدريبات العملية، ليس مستعدا لمواجهة تفشٍ سريع لمرض معدٍ جديد.
كانت الاستجابة العالمية كارثية وفي الوقت نفسه خذلت البلدان مواطنيها. واتسمت استجابتنا الجماعية بفشل التعاون والتنسيق وبالنزعة القومية المتشددة القبيحة صراحة، وتبدى ذلك في احتكار اللقاحات وجشع الدول الغربية، التي رفضت تبادل المعلومات ودراسات الأسباب المرضية والعلاجات. من وجهة نظري، كان الرد ــ وسأستخدم كلمة قد تبدو قديمة الطراز وغير مرغوب فيها في بعض الأوساط ــ كان الرد آثماً.
إقرأ أيضا: المحافظة على آمالنا في الصحة
لقد أظهر الوباء على نحو دراماتيكي الترابط في ما بيننا: لا أحد آمناً في أي مكان ما لم يصبح الجميع آمناً في كل مكان. ليس في وسعنا أن نتأكد هل كان ممكنا تجنب الموجة الثانية من العدوى الناجمة عن المتحور "أوميكرون" لو أن الجنوب العالمي تلقّى التلقيح بسرعة أكبر، لكننا نعلم أن التعاون الدولي لا يتوافق مع النزعة القومية المتشددة، ولا مع كراهية الأجانب، ولا مع الأشكال الكولونيالية الجديدة. فالعالم في حاجة ماسة إلى العولمة التي تعود بالنفع على الجميع. قد تكون إنسانيتنا العالمية منقسمة على نفسها بشكل حاد، غير أن اعتمادنا المتبادل بعضنا على بعض أمر لا مفر منه.