إذا عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فأي نسخة منه ستعود؟ هل سيكون ترمب الأبوي الذي يتبع سياسة "الحب الصارم"، الذي أقنع الحلفاء بإنفاق المزيد على الدفاع، وعزز قوات حلف شمال الأطلسي على الجانب الشرقي وبدأ في تسليح أوكرانيا، أم ترمب المنتقم الذي سينفذ تهديداته بتخريب "الناتو"؟ توقعوا التخريب.
في العاشر من فبراير/شباط، روى المرشح الرئاسي الجمهوري الأوفر حظا كيف سأله زعيم "دولة كبيرة" ذات مرة عما إذا كان سيدافع عن حليف ضد الروس، حتى لو كان "متخلفا" عن سداد 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. يتذكر ترمب قوله: "لا، لن أحميك". "في الواقع، أود أن أشجعهم على القيام بأي شيء يريدونه".
وحتى لو كان هذا التصريح مبالغا فيه، كما يدعي المدافعون عنه، فإن دعوة روسيا إلى مهاجمة أي حليف هو اعتداء على الوعد المقدس في المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي، التي تنص على أن الهجوم على أحد الحلفاء هو هجوم على الجميع، وأن الهجوم حتى على أصغر حليف هو في الواقع هجوم على أميركا. وأصبح انفعال ترمب الآن أكثر خطورة بعد أن بدأت روسيا، التي تعيد تسليح نفسها بوتيرة شديدة، تضغط بقوة على القوات الأوكرانية المتعطشة للذخيرة. ويعتقد عدد متزايد من الحكومات الأوروبية أنها ستواجه التهديد الحقيقي المتمثل في هجوم روسي في السنوات المقبلة.