في الحلقة الخامسة و الأخيرة من "حرب الناقلات" في الخليج في ثمانينات القرن الماضي، تنشر "المجلة" وثائق سرية سورية عن المرحلة الأخيرة من هذه الحرب.
كانت "حرب الناقلات" بدأت في خضم الحرب العراقية –الايرانية، اذ انه في نوفمبر /تشرين الثاني 1982، بدأت القوارب العراقية، باستهداف المصالح الايرانية، الامر الذي ردت عليه طهران بقصف مصالح عراقية وخليجية. حاول الرئيس السوري حافظ الأسد التوسط بين الطرفين، مستفيدا من علاقته مع ايران.
وتسببت الهجمات البحرية الإيرانية في الانخراط العسكري الأميركي لأول مرة بشكل مكثف في الخليج وأدى إلى مواجهات أميركية مباشرة مع القوات الإيرانية، بما في ذلك عملية في 1988، وكانت أكبر عملية بحرية سطحية منذ الحرب العالمية الثانية وقامت المقاتلات الاميركية بتدمير منصات النفط الإيرانية.
في يوليو/تموز 1988، أطلق بحارة أميركيون من سفينة "يو إس إس فينسنس" الحربية النار على طائرة إيرانية مدنية، ما أسفر عن مقتل 300 مدني. وبعد شهر ، في أغسطس/آب، قبلت إيران وقف إطلاق النار في الحرب الدامية
في الحلقة الخامس والأخيرة الرياض تبلغ دمشق أن طهران تخطت الخطوط الحمراء، بينما أحرج استمرار قصف الناقلات السعودية الرئيس الأسد الذي واصل وساطته وقال: "حينما يتعلق الأمر بالسعودية فسوريا ليست على الحياد"... ماذا قال "المرشد" علي خامنئي لنائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام؟
رغم جهود الأسد بين السعودية وإيران، فقد استمر التوتر واستمرت الوساطة لاحتوائه، وكثرت في تلك المرحلة الرسائل بين الرياض ودمشق التي اطّلعت عليها "المجلة".
في 12 أغسطس/آب 1986، أبلغ رفيق الحريري الوزير خدام النقاط التالية:
"أ- فيما يتعلق بجزيرة سرى، فإن المملكة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بهذا الموضوع، ولا يمكن للمملكة أن تقوم بعمل كهذا على الإطلاق، وبالتالي فإن كلام الإيرانيين عن أن المملكة ساعدت العراق لضرب جزيرة سرى غير صحيح، ولا يستند إلى أية حقيقة، والمنطق يرفضه. ولو كانت المملكة تساعد العراق بالشكل الذي يقوله الإيرانيون لتغيرت أمور كثيرة في الحرب.
ب- أما فيما يتعلق بالأنبوب النفطي العراقي المار بالأراضي السعودية، فهذا غير قابل للنقاش، وقد مضت عليه عدة سنوات وإثارته الآن هي من قبيل التشويش لا أكثر، فالمساعدات المالية للعراق قد توقفت منذ زمن بعيد ونحن ندعو دائما لوقف هذه الحرب التي تدمر البلدين الإسلاميين.
ج- أما فيما يتعلق بموضوع الحقائب والمتفجرات، فهذا أمر واضح، وقد كشفها رجال الجمارك السعوديون، والتحقيق ما زال مستمرا مع هؤلاء الأشخاص الذين أتوا بها ونحن لا ندري من الذي دسها، ولكن إذا كانت إيران فعلا لا علاقة لها بالحقائب التي جاءت مع الحجاج الإيرانيين القادمين من أصفهان، إلى جدة، فكيف نفسر ضرب إيران السفن الخليجية قبل عملية جزيرة سرى وبعدها، فهذا أمر المنطق يرفضه. أما قول الإيرانيين إن عملية الحقائب مختلقة، فهذا أيضا أمر لا يقبله عاقل، وليس من عادة المملكة أن ترتب هكذا أخبار، علما أن الذي كشف الحقائب هي الجمارك السعودية وقد ظنوها لأول وهلة نوعا من الجبنة ولكن تبين للخبراء أنها متفجرات".
كما تناولت أمور الحج وسلوك حجاج إيرانيين ومسائل أخرى، منها: "بين السعودية وإيران خطوط حمراء متفق عليها من أيام الشاه والخميني، وخرائطها موقعة من الجانبين السعودي والإيراني، ومع ذلك تخطت إيران الخطوط الحمراء السعودية وضربت بواخر آتية أو خارجة من عندنا مستعملة جزيرة أبو موسى وهي جزيرة عربية".
إقرأ المزيد: - "حرب الناقلات" في الثمانينات
- "حرب الناقلات" في الخليج... كيف بدأت وكيف انتهت؟
- خدام ينقل للسعودية عرضا إيرانيا: أوقفوا دعمكم لصدام مقابل وقفنا الحملات الإعلامية ضدكم (1 من 5)
- "حرب الناقلات" تحتدم في الخليج... وصدام "يقصف" وساطة الأسد بين السعودية وإيران (2 من 5)
- رسالة سعودية إلى الأسد: تآمر بين القذافي و"أبو نضال" والإيرانيين لضرب منشآت أميركية في السعودية (3 من 5)
- غضب سعودي من قصف إيران للناقلات... والأسد يعتبره مخالفا لالتزامت خامنئي بـ "عدم توسيع الحرب" (4 من 5)