تستعد الأحزاب السياسية التركية لخوض معركة صعبة في الانتخابات المحلية المقررة يوم 31 مارس/آذار 2024.
وعلى الرغم من أن المفترض ألّا تركز العملية الانتخابية المحلية على الانتماء الحزبي والقناعات الأيديولوجية، وإنما على أداء المسؤولين المحليين في تقديم الخدمات، فإن الحال لا يسير في تركيا على هذا المنوال، في أغلب الأحيان، ولا سيما في هذه الدورة التي ستشكل المعركة الانتخابية الأخيرة في الصراع السياسي الشامل على السلطة، على الأقل خلال السنوات الأربع المتبقية حتى الانتخابات العامة المقبلة.
يقف الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه الآن على قمة هرم السلطة، فيما تحاول المعارضة تحقيق نصر من نوع ما مرة أخرى وإثبات قدرتها على أن تكون بديلا.
قبل عام تقريبا، وفي الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في مايو/أيار- يونيو/حزيران، نجح أردوغان وحزب العدالة والتنمية، اللذان أنهكهما أكثر من عقدين من الزمن في السلطة، ورغم تعرضهما للدمار الذي خلفه الزلزال ورغم الصعوبات الاقتصادية التي واجهتهما، مرة أخرى في سحب الأرنب من القبعة.
بعد فترة وجيزة من إعادة انتخاب أردوغان رئيسا، وحصوله على أكثر من نصف إجمالي الأصوات بقليل وفوز حزبه بغالبية المقاعد في البرلمان، انهارت جبهة المعارضة الموحدة التي كانت تتكون من ستة أحزاب سياسية.
واستبدل زعيم وكبار مسؤولي حزب المعارضة الرئيس، "حزب الشعب الجمهوري"، فيما انهارت الأحزاب السياسية المعروفة باسم طاولة الستة أو تحالف الأمة، التي شاركت في الانتخابات العامة على أمل الاستحواذ على السلطة لكنها فشلت، وأخذ كل منها يلقي باللائمة في الفشل على الأطراف الأخرى.