حرب الناقلات" الجارية في البحر الأحمر حاليا، سبق وأن حصلت نسخة منها في خضم الحرب العراقية– الإيرانية بين عامي 1980 و1988، عندما استهدفت القوات الجوية للرئيس صدام حسين مواقع إيرانية، وردت طهران باستهداف سفن خليجية، فاندلعت "حرب ناقلات" في مياه الخليج.
وشهدت "حرب الناقلات" إغراق قرابة 223 ناقلة نفطية من مختلف الجنسيات، إضافة إلى تضرر وغرق نحو 540 ناقلة تجارية ومقتل نحو 430 بحارا. ويعتقد أنه في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 1982 وفبراير/شباط 1986، أغرق العراقيون 102 ناقلة و145 سفينة إيرانية.
وتُعرف الحرب العراقية الإيرانية بأنها أطول حرب بين دولتين في العصر الحديث استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وأدت لمقتل مئات آلاف الجنود وكلفت نحو تريليون دولار.
بدأ العراق بمهاجمة ناقلات وسفن تجارية إيرانية في الخليج، بهدف تعطيل صادرات النفط وخاصة ان العراق بسبب هجمات ايران لم يعد يصدر من الخليج. قررت ايران مهاجمة السفن المتجهة إلى أو القادمة من موانئ دول الخليج العربية، موسعة النزاع ليشمل سفن الدول المحايدة التي تنقل النفط من منطقة الخليج. كان الهدف من ذلك تدويل الصراع، آملة في الضغط على دول الخليج للتدخل وإجبار العراق على الاستسلام.
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1982، بدأت القوارب الصاروخية العراقية، بتوجيه راداري من شبه جزيرة الفاو، تصطدم بقوافل السفن المبحرة إلى ميناء بندر خميني الإيراني ومحطات النفط في جزيرة هارك.
لكن "حرب الناقلات" بين إيران والعراق، احتدمت في 26 أبريل/نيسان 1984، عندما استهدفت قوات صدام الجوية 58 ناقلة، مستخدمة طائرات فرنسية من نوع ميراج الجديدة"، لتبدأ إيران بالرد بالمثل ولوحت بـ"إغلاق الخليج" أمام سفن تحمل نفطا عراقيا. وقال "المرشد" الخميني إن بلاده لن تدع طرق الملاحة البحرية في الخليج آمنة إذا ما بقي الطريق إلى مينائها النفطي في جزيرة خرج مهددا بالقصف لمنع تصدير النفط الإيراني.