بعد أكثر من عامين من المفاوضات، توصل ممثلون من مجلس الاتحاد والبرلمان الأوروبيين، في مناقشة استمرت ست عشرة ساعة متواصلة في بروكسيل إلى اتفاق مبدئي في شأن إصلاح قواعد "ميثاق الاستقرار والنمو" وتحديثها.
يتضمن الاتفاق إصلاحا في قواعد الموازنات العامة، يؤمن توازنا مقبولا من كل الدول الأعضاء بين الصرامة والمرونة المالية. وبات في الإمكان تأمين الأكثرية للتصويت عليه في المجلس وفي الجلسة العامة للبرلمان في الربيع المقبل، قبل العطلة التي تسبق الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران، فيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من يناير/كانون الثاني 2025. لكن المفوضية الأوروبية ستأخذه في الاعتبار انطلاقا من السنة الجارية لتقييم الوضع المالي للدول الأوروبية السبع والعشرين، التي ستكون ملزمة تطبيقه على موازناتها لعام 2025.
إقرأ أيضا: الموقف الأوروبي في البحر الأحمر: نُساعد ولا نُصعد
عدم الاتفاق على القواعد الجديدة كان سينعكس سلبا على صدقية دول الاتحاد الأوروبي في الأسواق المالية، إذ كان سيعني استمرار تعليق تقيدها بضوابط "ميثاق الاستقرار والنمو" الذي بدأ العمل به في مارس/آذار عام 2020 لتجنب انهيار الاقتصاد الأوروبي بسبب ضغوط جائحة "كوفيد -19"، وتم تمديده حتى نهاية عام 2023 بسبب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وما نجم عنه من أزمات طاقة وتضخم وضغوط على موازنات الدفاع، أضيفت إلى الأزمات المناخية والبيئية.