في أواخر الشهر المنصرم، أعلن الملياردير إيلون ماسك على منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها، "أكس"، نجاح عملية زرع شريحة دماغية تنتجها شركته "نيورالينك" في رأس مريض بشري. من المفترض أن تسمح تلك الشريحة للمريض باستخدام أفكاره للتحكم بأجهزة خارجية مثل الكومبيوتر أو الهاتف، أو حتى بعمليات فسيولوجية تساعده على التنفس أو الحركة.
تبدأ قصة الشريحة الدماغية حين اشترى ماسك تلك الشركة في عام 2016، الشركة التي يقول عنها البعض إنها ستصبح أعظم شركاته.
فعلى الرغم من أن الملياردير يملك شركات عدة من ضمنها "تسلا" و"سبيس أكس" اللتان تهدفان إلى إعادة تعريف ما سيفعله البشر في المستقبل، إلا أن شركة "نيورالينك" لها هدف أكبر وأكثر طموحا بكثير، إذ تهدف إلى إعادة تعريف ما سيكون عليه البشر في المستقبل.
أعصاب حديد
لكن الأمر لم يبدأ فعليا بشراء تلك الشركة، فرحلة "نيورالينك" تبدأ قبل نحو 600 مليون عام.
كان قنديل البحر أول الكائنات التي تملك جهازا عصبيا. كان ذلك الجهاز بدائيا على صورة شبكة من الخلايا تجمع المعلومات عن البيئة المحيطة. مكنت تلك الشبكة قنديل البحر من التفاعل مع التغيرات البيئية المختلفة؛ بصورة منفصلة، فالجهاز العصبي لم يكن مركزيا في ذلك الوقت.
ثم جاءت الدودة المفلطحة؛ التي كونت جهاز عصبيا مركزيا تُرسل فيه الأعصاب المعلومات المختلفة إلى الدماغ. ثم يعالج الدماغ تلك المعلومات، ويرسل تعليمات محددة الى أقسام جسم الدودة المختلفة. من ذلك الوقت، انتشرت الأجهزة العصبية المركزية في جميع الكائنات. بعد فترة، وصلت الثدييات، التي كانت تحتاج الى تنظيم تلك الإشارات؛ ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن أيضا للتواصل بمجموعات مختلفة من المشاعر المعقدة؛ كالحب والكراهية والخوف والغضب والقسوة.
على مدى ملايين السنوات تطور دماغ الدودة المفلطحة البسيط في ملايين الكائنات، ليصل إلى ذروة تطوره في الرئيسيات، وتحديدا الإنسان.