في مطلع يناير/كانون الثاني 1982، أي بعد سنتين من الحرب بين بغداد وطهران، زار وزير الخارجية الإيراني علي أكبر ولايتي دمشق والتقى الرئيس حافظ الأسد ووزير الخارجية وقتذاك عبدالحليم خدام. وحسب محاضر اجتماعات رسمية، أكد الأسد "ضرورة تهدئة الوضع مع دول الخليج والأخذ بالاعتبار ظروفها ومخاوفها، لأن التوتر سيزيد من حجم تعاونها (دول الخليج) مع النظام العراقي". وحذر الإيرانيين: "توسع رقعة الحرب سيؤدي إلى تدخل قوات خارجية للسيطرة على المنطقة وعلى مواردها"، كما تحدث عن "هواجس الأشقاء في الخليج"، و"حرص هذه الدول على إقامة علاقات جيدة مع إيران". وطلب الأسد من ولايتي "إبلاغ القيادة الإيرانية وجهة نظر سوريا".
بالفعل التزمت إيران في البداية، بـ"عدم توسع الحرب باتجاه دول الخليج رغم بعض التوترات التي كانت تظهر بين وقت وآخر وتقترب من خط الصدام"، حسب وثيقة سورية. وأشارت إلى أنه عندما نشبت الأزمة بين إيران والبحرين عام 1980 "تدخلت سوريا وعملت على تهدئة الوضع وقد وافقت القيادة الإيرانية على زيارة يقوم بها نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور صادق طبطبائي إلى المنامة برفقة خدام، للقاء الشيخ عيسى بن سلمان، حيث أكد نائب رئيس الحكومة الإيرانية أنه ليس لإيران مطامع في البحرين وأنها ترغب في إقامة علاقات طيبة مع المنامة".