منذ أن خاطر توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، بسمعته السياسية عندما غزا العراق تحت قيادة الولايات المتحدة، عمل بلا كلل على حل التحديات الكثيرة التي تواجه الشرق الأوسط في العصر الراهن، ولم يكن لبلير دور كبير في المنطقة قبل ذلك.
صعد بلير في البداية إلى الصدارة من خلال تحويل حزب العمال في المملكة المتحدة إلى "حزب العمال الجديد"، وهو عامل مهم في فوزه الساحق بانتخابات عام 1997. وكانت مشاركته الرئيسة في الشؤون الدولية في ذلك الوقت هي دوره البارز في حل أزمة كوسوفو أواخر التسعينات، عندما نجح في إقناع الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون بنشر قوات حلف شمال الأطلسي العسكرية ضد الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش مما أسهم في إنهاء الصراع.
فضلا عن ذلك فإن مشاركة بلير الحاسمة في "اتفاق الجمعة العظيمة" عام 1998، والذي وضع حدا لسنوات من الصراع في أيرلندا الشمالية، وأنشأ بروتوكولات جديدة لتقاسم السلطة بين الكاثوليك والبروتستانت، عززت إلى حد كبير سمعته كرجل دولة عالمي من طراز رفيع.