استأثرت غزّة باهتمام السينمائيّين العالميّين منذ أواخر القرن الماضي، وتضاعف هذا الاهتمام مع تعاقُب حروب إسرائيل عليها بوحشيّة، إذ لفتتْ مأساتها انتباه أطياف جديدة وأجيال صاعدة ومخضرمة في آن من المخرجين الأجانب، الذي أفردوا لها أفلاما طويلة وقصيرة في آن، تتأرجح بين صنفي الوثائقي والروائي، على نحو تسجيلي وواقعي في معظمها، وعلى نحو تخييلي في بعض نماذجها الاستثنائيّة.
وممّن راكموا تجربة نوعيّة في الاشتغال على صورة غزة من الدّاخل المخرج السويدي بير أكه هولمكويست، الذي أخرج خمسة أفلام وثائقية بداية بفيلمه "غيتو غزة" عام 1985، و"الأسد في غزة" عام 1996، و"كلمة وحجر-غزة" عام 2000، و"فرويد في غزّة" عام 2000، ثمّ فيلم "غزّتي" عام 2009.
"غيتو غزة" 1985
يستغرق الفيلم 80 دقيقة، وقد أخرجه هولمكويست رفقة بيار بيوركلوند وجون ماندل، ويرصد فيه يوميات عائلة فلسطينية في مخيّم جباليا، مقدّما بورتريها بالغ الخصوصيّة عن وجوهها التي تتمثّل حياة المخيّم عامّةً. تسجّل عين الكاميرا مناخ العيش داخل البيت وخارجه، متعقبة سيرة المعاناة الإنسانية للمهجّرين في جباليا، تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي.