تمتلك إندونيسيا جميع المقومات الصحيحة لجعلها واحدة من أكثر الدول نفوذا في آسيا. ولكن الرئيس جوكو ويدودو متمسك بتقاليد طال أمدها تتمثل في سياسات عدم الانحياز الخارجي وسياسات الانغلاق على الداخل. وفي الرابع عشر من فبراير/شباط، ستصوت ثالث أكبر ديمقراطية في العالم لاختيار زعيم جديد. ويعتبر برابوو سوبيانتو، الجنرال السابق الذي يتمتع بسجل مروع في مجال حقوق الإنسان، المرشح الأوفر حظا. بينما يتأخر المرشحان الآخران، أنيس بسويدان وغانجار برانوو (وهما حاكمان سابقان)، في استطلاعات الرأي.
لننظر بداية إلى الحجم الهائل لإندونيسيا. فإذا ما وضعنا خريطة للأرخبيل الشاسع فوق خريطة لأوراسيا، فسنجد أنه يمتد من أيرلندا إلى تركمانستان. ويتوزع سكان إندونيسيا عبر آلاف الجزر، بعضها يعج بالناس والمزارع والمصانع. وشجعت جغرافيتها المليئة بالتحديات على ازدهار الخدمات الرقمية. وأصبحت العاصمة جاكرتا واحدة من أنجح حاضنات شركات التكنولوجيا الجديدة في جنوب شرقي آسيا. ويمتلك ما يقرب من أربعة أخماس الإندونيسيين هواتف ذكية مما يربط البلاد بعضها ببعض بطريقة غير مسبوقة.
كما قام جوكوي (وهو اللقب الذي يعرف به الرئيس)، ببناء عشرات المطارات والموانئ والسدود ومئات الكيلومترات من الطرق السريعة المدفوعة، مما أكسبه لقب "الرئيس البنّاء". وكان أكبر مشاريعه هو مشروع نقل العاصمة إلى كاليمانتان الشرقية في شرق بورنيو. وسيقع الآن تنفيذ المشروع المثير للجدل والذي تبلغ قيمته 32 مليار دولار على عاتق خليفته.