وقد أعلن برابوو في أثناء الحملة الانتخابية "هذا هو الإصرار الذي علينا أن نحافظ عليه. ومن الأفضل أن نصدر بطاريات السيارات الكهربائية أو السيارات الكهربائية، بدلاً من تصدير النيكل الخام ليعالج في دول أخرى."
وتقول إيف واربرتون، مديرة معهد إندونيسيا في الجامعة الوطنية الأسترالية ومؤلفة كتاب "قومية الموارد في إندونيسيا": "خلاصة القول هي أننا 'حققنا الكثير في قطاع المنتجات الجاهزة للمعادن وأن رئاسة برابوو-غيبران ستستمر على المسار نفسه. كان من الصعب على المرشحين الآخرين تمييز أنفسهم عن برابوو وغيبران فيما يتعلق بهذا التدخل المحدد على صعيد السياسات لأنه حقق نجاحا هائلا وفقا للحكومة والأرقام الحكومية".
يتصاعد البخار من مصنع معالجة النيكل التابع لشركة PT Vale Indonesia، في سورواكو، مقاطعة سولاويزي الجنوبية بإندونيسيا في 12 سبتمبر 2023
على سبيل المثال، عندما تولى جوكوي منصبه في سنة 2014، كانت صادرات إندونيسيا من النيكل الحديدي، وهو شكل مُعالَج من النيكل، تبلغ 83 مليون دولار؛ وفي سنة 2022، ارتفعت هذه القيمة إلى 5.8 مليارات دولار. وبعيدا عن الصادرات، تشهد إندونيسيا اليوم أيضا مستويات قياسية من الاستثمار الأجنبي المباشر، وقد تدفق ثلثها تقريباً على قطاع المعادن والتعدين في البلاد.
ترجع جهود إندونيسيا لبناء صناعة النيكل إلى أكثر من عشر سنوات، بل إنها سبقت ولاية جوكوي. فقد أدخل الرئيس آنذاك، سوسيلو بامبانغ يودويونو، تشريعات في سنة 2009 تلزم الشركات بتوظيف عمال مناجم محليين، وتشدد على وجوب أن تركز جميع جهود التعدين على تعزيز المصالح الوطنية. ولاجتذاب الاستثمارات الأجنبية، فرض يودويونو أيضا أول حظرٍ في إندونيسيا على صادرات النيكل الخام في سنة 2014، مع أن تلك القيود خففت لاحقا في سنة 2017.
وتقول واربرتون إن طموحات إندونيسيا في قطاع النيكل "تعود إلى سنوات يودويونو وقانون التعدين لعام 2009. ومنذ ذلك الحين، ينص القانون على وجوب أن تحصل إندونيسيا على قيمة أكبر في مقابل معادنها".
مع ذلك واجه القطاع عددا من التحديات في السنوات التالية منذ ذلك الحين، لا سيما مع تزايد المخاوف في شأن التلوث الناجم عن الصناعة والأضرار البيئية وقضايا السلامة، وسط تقارير عن انفجار مصاهر وغيرها من الحوادث المميتة. وفي إحدى الحالات الأشد فتكا، أدى انفجار في مصنع للنيكل الصيني في ديسمبر/كانون الأول إلى مقتل 21 شخصا وإصابة العشرات.
ويقول كيفين أورورك، مدير شركة "رفورماسي إنفورميشن سيرفيسيز"، وهي شركة استشارية إندونيسية لتحليل الأخطار السياسية: "المشكلة الحقيقية في سياسة تحويل النيكل إلى منتجات مصنعة هي مجرد الافتقار التام إلى الضمانات على ما يبدو".
وتلوح تحديات أخرى في الأفق في شأن مستقبل القطاع. ففي حين توافد كبار المستثمرين الصينيين وصانعي المركبات الكهربائية، بما في ذلك شركة "بي واي دي"، إلى إندونيسيا ومعهم استثمارات بمليارات الدولارات، فإن النهج الذي تتبعه جاكرتا يخاطر بإبعادها عن شركاء محتملين آخرين والأسواق الدولية، بما في ذلك في الولايات المتحدة.