شهد الواقع السياسي الباكستاني انعطافة بالغة الأهمية، حين أعلن رئيس الوزراء السابق نواز شريف فوزه في الانتخابات العامة في البلاد لعام 2024. وفيما كانت أصداء الأخبار تتردد في جميع أنحاء العالم، كان المراقبون الدوليون من مختلف العواصم يرقبون التطورات، مدركين أهمية هذا الحدث الانتخابي في منطقة جنوب آسيا.
خرج نواز شريف، السياسي المخضرم ذو الماضي المضطرب، منتصرا تحت راية "الرابطة الإسلامية الباكستانية– نواز" (PML-N)، وحصل على أكبر حصة من أصوات الناخبين، وفق ما أعلنته لجنة الانتخابات الباكستانية. وبدا الزعيم البالغ من العمر 74 عاما، محاطا بشقيقه الأصغر ورئيس الوزراء السابق شهباز شريف، وابنته مريم نواز، واثقا عندما أعلن عن نية حزبه تشكيل حكومة، في إقليم البنجاب ذي الكثافة السكانية العالية وعلى المستوى الفيدرالي، من دعم الأطراف المتحالفة.
ومد شريف غصن الزيتون للأحزاب السياسية الصغيرة والفائزين المستقلين، ودعاهم جميعا إلى الاتحاد من أجل الصالح العام لباكستان، الدولة المسلمة في جنوب آسيا والتي يبلغ عدد سكانها 240 مليون نسمة، غالبيتهم من المسلمين. وتشير أحدث النتائج إلى أن حزب نواز شريف السياسي برز كأكبر حزب في البنجاب، وهو الإقليم الأكثر اكتظاظا بالسكان، ولكنه حل في المرتبة الثانية على الصعيد الوطني بحصوله على 70 مقعدا، فجاء بعد المستقلين الذين حصدوا 96 مقعدا، بينما اكتفى حزب الشعب الباكستاني بـ53 مقعدا. وحصل شركاء شريف في الائتلاف على المقاعد المتبقية. وبهذه الأرقام، وجد نواز شريف نفسه في وضع مناسب لتشكيل الحكومة المقبلة في الوسط بدعم من شركائه في الائتلاف.
ولا يحتاج الحزب السياسي، في النظام البرلماني الباكستاني، إلا إلى أغلبية بسيطة تبلغ 169 مقعدا من أصل 342 مقعدا في البرلمان لتشكيل الحكومة الوطنية. ويجري انتخاب رئيس الوزراء، في مجلس النواب، المعروف باسم الجمعية الوطنية، ويتعين أن يكون رئيس الوزراء عضوا في الجمعية. وبالمثل، تقوم مجالس المقاطعات الأربع أيضا باختيار رؤساء وزراء الأقاليم، باتباع إجراءات مماثلة.