للوهلة الأولى يبدو من البديهي الإشارة إلى مجموعات المستوطنين المتشددين التي تمارس اعتداءات ضد الفلسطينيين أو تقوم بعمليات "تدفيع الثمن" أو تواجه ضباط جيش الاحتلال في الضفة الغربية كمجموعات مستقلة تعمل على قلب الحكم والسيطرة عليه أو ما يعرف بـ"اللاعبين خارج إطار الدولة"، فحقيقة الأمر أن فكرة الصهيونية الدينية، التي تنتمي إليها تلك المجموعات خلافا للتيار "الحريدي"، قائمة على المشاركة في "الخلاص" باتجاه إقامة دولة يهودية تخص اليهود دون غيرهم وعلى كامل الأراضي بما فيها الضفة وقطاع غزة. لكن المسألة تبقى معقدة أكثر بعد أن يتضح أن تلك المجموعات مرتبطة بالمنظومة العامة بكل أشكالها.
يقول دكتور عيران صدقياهو الباحث المختص في القومية الدينية في "منتدى التفكير الإقليمي"، مستهلا حديثه لـ"المجلة" بأنه نظم دورة تعليمية في الآونة الأخيرة عن مجموعات "اللاعبين خارج إطار الدولة"، تطرق فيها إلى جماعات وحركات إسلامية وعربية فاعلة في المنطقة مثل "حماس"، و"حزب الله" من دون التطرق إلى مجموعات المستوطنين المتشددين، مشيرا إلى أن تلك المجموعات وإن كانت تواجه الدولة ومؤسساتها وتحرض ضدها، لكنها جزء منها في نهاية المطاف.