منذ ظهور الدولة ككيان سياسي، ظلت علاقتها بمكونات المجتمع موضع توتر. هل ينفي وجود الدولة ضرورة تمثيل المكونات الأهلية من قبائل وطوائف، أو المهنية كالنقابات وتجمعات رجال الأعمال، أو السياسية كالأحزاب، ومشاركتها الدولة سلطتها على المجتمع؟
في حالات كثيرة تغيرت مواقف الفاعلين غير الدولتيين من الدولة والمؤسسات التي تمثلها. ويقدم لنا إريك هوبزباوم على سبيل المثال في كتابه "قطاع الطرق" (أو "اللصوص") مقاربة مثيرة للاهتمام عن كيفية تحول فئات اجتماعية مهمشة إلى متمردين على الدولة ثم انتصارهم وتحولهم إلى الدولة ذاتها. هذه العلاقة المركبة بين المكونات الاجتماعية والدولة، سواء كانت "متخيلة" بتعبير بنديكت أندروسون أو مادية، تترك أثرها على المجتمعات.