في خضم الأزمة المتواصلة في غزة، تواجه وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تحديا جديدا، حيث تتهم إسرائيل 12 من موظفيها في غزة بالتورط في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي قادتها "حماس". ومما يثير الدهشة أن هذه الادعاءات ظهرت إلى السطح في اليوم نفسه الذي أمرت فيه محكمة العدل الدولية إسرائيل بتعزيز المساعدات لغزة كجزء من التدابير الرامية إلى منع الإبادة الجماعية.
وعلى الرغم من التحقيق السريع الذي أجرته "الأونروا" وإنهاء خدمة الموظفين المتهمين، جمد المانحون الرئيسون، الذين يساهمون بأكثر من ثلاثة أرباع ميزانية الوكالة، تمويلهم استجابة لهذه الادعاءات، في خطوة تعرض للخطر عمليات الوكالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك غزة، مع احتمال توقفها بحلول نهاية هذا الشهر إذا لم يستأنف التمويل.
يكشف حجب الأموال عن الأونروا لامبالاة بها صلف تجاه 2.3 مليون شخص في غزة يواجهون العوز والمجاعة الوشيكة والمرض بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والحرمان المتعمد من المساعدات، ما يفرض على الدول المانحة- بدلا من هذا العقاب الجماعي لكل الفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة بناء على مزاعم ضد حفنة من الأفراد- أن تستأنف التمويل وأن تدعم تحقيقات "الأونروا"، والأهم أن تدعو إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الاستهداف العشوائي وقتل المدنيين الأبرياء.
مواجهة الاتهامات
تأسست "الأونروا" (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) عام 1949 بهدف تقديم المساعدة والحماية للفلسطينيين الذين نزحوا إلى غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن. ويعمل لديها 30 ألف موظف، وتقدم المساعدة الإنسانية المباشرة والتنمية البشرية وبرامج الحماية لأكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الوكالة ويعيشون في مناطق عملياتها. ويخصص أكثر من نصف ميزانيتها العادية للتعليم.
ومع ذلك، تعرضت "الأونروا" وعملياتها المنقذة للحياة منذ 26 يناير/كانون الثاني لتهديد وجودي. فقد اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الوكالة بالمشاركة في عمليات اختطاف وقتل في أثناء غارة السابع من أكتوبر/تشرين الأول التي أشعلت حرب غزة. ووفقا لقناة "سكاي نيوز"، فإن الملف الذي أعدته المخابرات الإسرائيلية المؤلف من ست صفحات، وشاركته مع حكومات غربية مختارة فقط، يزعم أن ستة من هؤلاء الموظفين تسللوا إلى إسرائيل، أربعة منهم شاركوا في اختطاف إسرائيليين وآخر قدم دعما لوجستيا.