تخطو مصر خطوات متسارعة لتكون في مقدمة سوق الدواء، ليس في الإنتاج فقط، وإنما كذلك في تصنيع المواد الخام وخفض أسعار الدواء وتكلفة الإنتاج مقارنة بالدواء المستورد. هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل وخفض فاتورة الاستيراد. وتُعَدّ مصر سوقاً واعدة باعتبارها أكبر منتج ومستهلك للأدوية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وباتت وجهة لاستثمارات القطاع. وقد أُنشئت مدينة الدواء، "جيبتو فارم"، عام 2021 لتكون موطناً للشركات العالمية لتصنيع الأدوية المماثلة للمستوردة والقابلة للتصدير، ومن ثم تعويض النقص في بعض الأصناف وتوفيرها بأسعار مناسبة تلبي الاحتياجات المحلية.
تطمح مدينة الدواء إلى أن تكون مركزاً إقليمياً للتصنيع، خصوصاً أنها أكبر مدينة لتصنيع الأدوية في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تعاونها مع الشركات الدولية، وفتح آفاق التصدير إلى دول أفريقيا، والشرق الأوسط، والدول العربية، وأوروبا في وقت لاحق.
خفض فاتورة الاستيراد
حدّت هذه الجهود من عبء الاستيراد، وخفضت فاتورة الاستيراد الخاصة بقطاع الدواء المصري العام المنصرم حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بنحو 500 مليون دولار، مقارنة بفاتورة عام 2022، وبنحو 700 مليون دولار مقارنة بعام 2021. وكشفت هيئة الدواء المصرية عن إنجازات كبيرة في مجالات عملها كلها، إذ تخطت صادرات الأدوية المليار دولار عام 2023 حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول للمرة الأولى في تاريخها، وباتت البلاد على أعتاب نهضة صناعية للأدوية، فأصبح عدد المصانع المنتجة للدواء نحو 191 مصنعا مرخصا له وأخرى قيد الإنشاء. وتسعى الحكومة إلى تعزيز صادرات الدواء والمستلزمات الطبية للوصول إلى خمسة مليارات دولار في عام 2030. وتسعى الدولة ليكون المستهدف إنتاج دواء مصري خالص يستند إلى بحوث علماء مصريين، وهذه مسألة ترسم تفاصيلها الخريطة الثالثة لصناعة الدواء التي بدأت الدولة العمل بها مطلع عام 2021.