بجسمه الضعيف والنحيل، يتلقى جود ذو الأعوام الستة جرعات أدوية سرطان الدم. ويتحدث عمه الأكاديمي فريد سعدون، قائلا: "كلفتنا الجرعات الشهرية 1600 دولار عدا تكاليف التحاليل والمشفى والطبيب. بدأنا العلاج في أربيل (شمال غربي العراق). ويتعالج حاليا في دمشق، طُلب منه تحاليل دم وخلايا تتوفر حصرا في ألمانيا بكلفة 2000 دولار. تغيرت الجرعة، وأصبحت مع الأدوية شهريا 1000 دولار. ومنذ سنتين تقريبا تم صرف ما يقارب 100 ألف دولار في معالجته، ولدينا ضمن العائلة عشر إصابات منها سرطان الثدي والقولون، وفقدنا مريضين بسرطان الرئة".
وعبر خدمة تطبيق "واتساب"، تقول ماريا الخمري من مدينة الطبقة شمال شرقي سوريا، إن ابنتها إيلاف (23 عاما) أصيبت "بسرطان ساركوما بالعظم بسبب فشل أطباء العظمية والعصبية في معرفة نوع المرض، وأخذ خزعة بطريقة خاطئة أدى لتفاقم ورم المفصل، وانتهى إلى بتر القدم اليمنى".
وبعد صراعٍ دام سبع سنوات واظبت فيه على تلقي العلاج في دمشق، تقول ماريا، بحرقة الأم التي تشاهد ابنتها وهي تحتضر: "المرض في نهاياته وانتشر في كامل أرجاء الجسم، بعنا أرضنا الزراعية والذهب وكل ما نملكه، وحتى قسما من أثاث المنزل، ابنتي ضحية الأطباء وأخطائهم، المركز الخاص بأمراض السرطان في الرقة يفتقد للأطباء المتخصصين ولا يقدم أي دعم أو أشعة خاصة". وأرغب في أن أبعث بندائي عبر مجلتكم: "ساعدوا هذه المنطقة، هي غنية بكل شيء، ما عدا من يعمل لأجلها، لم يقدم أحد أي شيء لهذا الشعب".
الهواء الملوث أبرز مصادر مرض السرطان
صنفت منظمة الصحة العالمية عام 2013 ملوثات الهواء الطلق كمواد مسرطنة للإنسان، وكسبب رئيس لوفيات السرطان. وأكدت "العلاقة بين التعرض لتلوث الهواء والإصابة بسرطان الرئة، والعلاقة الإيجابية بين الملوثات وخطر الإصابة بسرطان المثانة. وأن الجسيمات التي تشكل عنصرا رئيسا في تلوث الهواء الطلق تحتوي على مواد مسرطنة للبشر".