المزارعون في دول الاتحاد الأوروبي غاضبون من حكوماتهم ومن قرارات بروكسل التجارية، ومن اعتماد معايير زراعية مكلفة محليا، ومن اتفاقات دولية تهددهم بالإغراق، وقد تدفعهم للتخلي عن قراهم والبحث عن مصادر دخل بديلة.
غضب عارم وأحيانا عنيف يمتد من بولندا إلى هولندا ومن رومانيا إلى بلجيكا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وفرنسا. عشرات آلاف المزارعين من طبقات وثقافات ونقابات وإيديولوجيات مختلفة، يشلون حركة النقل بإغلاق الطرق الرئيسة والسريعة المؤدية إلى كبريات المدن ومقر الاتحاد الأوروبي، احتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية المزرية.
ويبدو أن حركة تمرد المزارعين قد توقد نيرانا خامدة في الوعي الأوروبي تعكس حالة الشعور بالإحباط وفقدان الثقة في البرامج الحكومية، في سنة ستشهد انتخابات أوروبية في الصيف المقبل وقد تستغلها الأحزاب اليمينية المتطرفة والأخرى الشعبوية للإجهاز على ما تبقى من المشروع الأوروبي المشترك، وعودة الحنين إلى الدولة القومية القطرية. وهذا الأمر حاضر بقوة في خطابات السياسيين المعارضين لتوجهات بروكسل التي يصفونها بالبيروقراطية وخدمة مصالح الشركات العابرة للقارات.