حاز الهجوم بطائرة مسيرة على "البرج 22" في الجزء الأردني من "قاعدة التنف" الأميركية على الحدود الأردنية السورية العراقية في 28 يناير/كانون الثاني، وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة نحو 30 آخرين، على اهتمام الصحافة الإيرانية التي تناولت الحدث من زاويا مختلفة، لعل أبرزها تقدير ما إذا كان الرد العسكري الأميركي سيحصل داخل الأراضي الإيرانية أم لا؟ وما إذا كان هذا الرد سيؤدي إلى اندلاع حرب مباشرة بين أميركا وإيران؟ مع الإشارة إلى أن الشارع الإيراني قلق من احتمال نشوب الحرب بين البلدين.
لكن التوجه الغالب في المقالات الإيرانية عن هذا الهجوم وتداعياته المحتملة هو أن كلا البلدين لا يريدان الحرب، مع التركيز على الضغوط التي يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن داخل مجلس الشيوخ من قبل الجمهوريين للرد بقوة على إيران وصولا إلى إعلان الحرب ضدها، مستبعدة أن يلجأ الأخير إلى مثل هذا الخيار لأنه "لا يريد أن يدخل في حرب لا مع إيران ولا مع دول أخرى في المنطقة لما لذلك من أثر سلبي على تنافسه مع الصين وروسيا". وفي المقابل تشيد بعض المقالات المنشورة بقرار المرشد الإيراني علي خامنئي عدم توريط بلاده في أي حرب منذ 35 عاما، واصفة إياه بالعقلاني. كما يقترح بعض الكتاب الإيرانيين إجراء مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران لـ"احتواء التصعيد".
كذلك تكرر الصحافة الإيرانية كلام السلطات في طهران عن أن الميليشيات الموالية لإيران لا تأخذ أوامرها منها، لكنها تحذر في المقابل من أن أي رد عسكري أميركي داخل الأراضي الإيرانية سيجعل هذه الميليشيات تواصل هجماتها ضد القوات الأميركية في المنطقة.
ونشرت وكالة أنباء "رجا نيوز" التابعة للتيار الأصولي المتشدد تقريرا حول الهجوم على قاعدة "البرج 22" الأميركية قرب الحدود الأردنية السورية يوم ، ومقتل 3 جنود أميركيين وإصابة نحو 30 آخرين.
ولفت التقرير المنشور يوم 29 يناير إلى إن "الهجوم على الأردن أرسل رسالة قوية إلى الولايات المتحدة مفادها أن العالم بعد (طوفان الأقصى) بات مختلفا تماما عن ذي قبل، إذ ستصبح فيه مفاهيم على غرار الهيمنة، والقوى العظمى، في مهب الريح"، معتبرا أن "الولايات المتحدة لا تستطيع أن تكون مثلما كانت في العراق وأفغانستان وفيتنام".
وإذ أشار إلى أن الجمهوريين يمارسون ضغوطا على الإدارة الديمقراطية من أجل الرد الانتقامي والصارم والمباشر ضد إيران، اعتبر أن "الولايات المتحدة لا تستطيع الدخول في حرب شاملة مع إيران بسبب ظروف أميركا في الشرق الأوسط ومكانة إيران والتحديات الكبيرة التي ستنتج بعد المواجهة المباشرة والمنافسة مع الصين وروسيا والانتخابات الأميركية القادمة".
وإذ أشار إلى أنّ "هناك تكهنات عديدة بشأن الانتقام الأميركي القادم"، لفت إلى أن "وسائل إعلام عديدة اعتبرت أن إيران ستكون هدف هذا الانتقام بسبب تصريحات عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوريين الداعية إلى الحرب مع إيران".