حملت الأخبار نبأ زيارة وفد من تحالف القوى السياسية المدنية السودانية (تقدم) إلى جوبا تلبية لدعوة بلقاء رئيس جنوب السودان سيلفا كير، برئاسة رئيس الهيئة القيادية لـ"تقدم" ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
وكان تحالف "تقدم" قد وقع اتفاقا مع قائد ميليشيا قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، أعقبه قيام حميدتي بجولة دبلوماسية حول الإقليم والقارة، بشكل عقد جهود مبادرة آلية "الإيقاد" الرباعية (والتي تضم جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي) لعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الميليشيا حميدتي سعيا وراء التوصل إلى إيقاف إطلاق نار إن لم يعطلها بشكل نهائي. فاللقاء تزامن مع إعلان تأجيل اجتماع الجنرالين بسبب تعذر وصول قائد الميليشيا إلى جيبوتي (لأسباب فنية) بحسب ما أبلغت الحكومة الجيبوتية نظيرتها السودانية. ولاحقا، أعلنت وزارة الخارجية السودانية تجميد تعاملها مع "الإيقاد" في ما يخص الأزمة السودانية، بعد احتجاجها على الدعوة المقدمة من سكرتارية "الإيقاد" لحميدتي لحضور قمة المنظمة التي انعقدت بمدينة عنتيبي في أوغندا.
انتهت جهود "الإيقاد" إلى طريق مسدود، بينما استمر الجيش السوداني في الإعلان عن عدد من الانتصارات العسكرية وتحقيق تقدم في مجرى استعادة سيطرته على العاصمة الخرطوم، وواصلت "الدعم السريع" هجومها على مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان غربي السودان، في محاولة للاستيلاء على مقر قيادة الفرقة (22). وتسربت الأخبار على صعيد مواز عن لقاءات سرية لوفود عالية المستوى من قيادتي الجيش والميليشيا في العاصمة البحرينية المنامة. ورشح أن هذه اللقاءات- أو بالأصح هذا المسار التفاوضي- يتم برعاية خمس دول عربية على رأسها مصر والإمارات العربية المتحدة، وتضم أيضا المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين، وتم اختيار عاصمة الأخيرة كمقر للتفاوض باعتبارها موقعا محايدا من ظلال أي انحيازات مسبقة لأي من طرفي الصراع. ويهدف التفاوض في مسار المنامة إلى تجاوز الانغلاق الذي حاق بمسار وساطة "الإيقاد"، ويعمل على إعداد اتفاق متكامل لوقف الأعمال العدائية بشكل مستدام، يتم التوقيع عليه بواسطة قائدي الجيش والميليشيا لاحقا في جدة.