باريس: في معرض الرسام الفرنسي إتيان دينيه (1861- 1929) الاستذكاري في "معهد العالم العربي" بباريس، بدا أنه قد رسم لوحة حب للشرق من خلال أعماله الفنية التي أنجزها أثناء رحلاته إلى الجزائر أو بعد قراره اعتناق الإسلام والعيش بين أهالي هذا البلد في مدينة بوسعادة.
لكن هذا الشغف الجزائري، حسب عنوان المعرض الذي افتتح الإثنين الماضي ويستمر حتى 9 يونيو/حزيران المقبل، ليس وحده ما يلفت الزائر، إذ هناك لوحات فنية تعيدنا إلى أسئلة الفن والاستشراق التي تذهب معظم أجوبتها إلى القول إن الكثيرين من الفنانين كانوا يكرّسون نظرة استشراقية هي على الدوام في خدمة الاستعمار، وهي آراء بدت، في كثير منها، تنطلق من رؤى أيديولوجية ترى هذا القادم غازيا أو مستعمرا، أو هو في خدمتهما، دون النظر إلى المسببات الخاصة والفنية التي قد تكون وراء انجذاب هؤلاء نحو الشرق، ومن ثم ولعهم برسم بيئته من زاوية فنية لها خلفياتها الثقافية والمجتمعية.
فالفنانون الوافدون عادة ما تكون لهم توجهات فنية كرّستها اتجاهات المدارس الحديثة كالكلاسيكية والواقعية والرومانسية والانطباعية، ولهذا يتعاملون في رسم البيئة الشرقية من منطلق هذه الوجهات، إلا أنها ليست منطلقات جامدة وهي منسجمة مع التوجه الفني الأوروبي المحتفي وقتها بجماليات الجسد الأنثوي والذكوري في منحى ايروتيكي. وعادة ما تُغنى بفضل اكتشاف جوانب مهمة في الواقع أو الطبيعة، كما هس حال تحوّلات الضوء لدى الانطباعيين الذين زاروا الشرق.