في 19 سبتمبر/أيلول تكدّس ضبّاط الشحن العسكري والمدني في غرفة تحكّم سرّية لمراقبة السفينة "ريزليانت أفريكا" وهي تغادر ميناء تشورنومورسك بأوديسا. كان التوتّر شديداً بصفتها أول سفينة تدخل وتغادر باستخدام الممر البحري الطارئ الجديد لأوكرانيا، الذي أنشئ بعد انهيار اتفاق تصدير الحبوب الذي رعته الأمم المتحدة. فقد حذّرت روسيا من أنها قد تطلق النار على السفن التي تستخدم الممر.
لذا وُضعت خدمات الطوارئ في حالة تأهّب. يقول أحد الحاضرين في الغرفة: "أعددنا أنفسنا لأي سيناريو. وكنا متوتّرين حقاً. في النهاية، أبحرت السفينة من دون وقوع حوادث مسافة 150 كيلومتراً على مقربة من الساحل الأوكراني قبل دخول المياه الإقليمية الرومانية أولاً، ثم البلغارية، ومتابعة طريقها عبر مضيق البوسفور إلى وجهتها النهائية، حيفا.
إعلان ممر للشحن يتحدّى القصف الروسي محفوف دائماً بالأخطار. لكنه كان ضرورة استراتيجية لأوكرانيا. قبل الحرب، كانت 60 في المئة من تجارة البلاد تمر عبر موانئها البحرية العميقة، متجهة إلى أسواق في أفريقيا والشرق الأوسط كما هي الحال منذ قرون. وكان قرار روسيا إعادة فرض الحصار عملاً من أعمال الحرب الاقتصادية.